يكثر الأطباء هذه الأيام من النصائح للحماية من الآثار الجانبية لدرجة الحرارة العالية الذي بدأت تخيم على المنطقة هذه الأيام، يقولون إن على المرء البقاء في المنزل وعدم التعرض للخروج إلى الشارع في مشوار غير ضروري ما يعني أن لا علاج للحالة إلا في الوقاية المتمثلة في لزوم المسكن.
أي أن أهل المنزل لابد أن يدخلوا في مساواة مع عاملات المنازل اللواتي لا يعرفن الشارع إلا عند القدوم أو عند السفر، أما ترون صحتهن بالغة حدّ الكمال، ما شاء الله عليهن، وقد كانت صفة الاغبرار تلتصق بالمسافر في الفيافي والقفار،
قال عمر بن أبي ربيعة :
رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت.. فَيَضحى وَأَمّا بالعشي فَيَخصَرُ
أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت.. بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ.. سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ
مرّ علينا في هذه البلاد زمنا لم يكن السفر قطعة من العذاب، ففي الستينات من القرن الميلادي الماضي كان السفر في الإجازة الصيفية جمالا ونعمة وعلامة وفرة وثراء للأسرة.
كان لبنان وسورريا وتركيا مروحة الصيف، فما أن تحل الإجازة المدرسية إلا وطالت أرتال «طوابير» البحث عن مقاعد رحلات جوية، واشتغلت أيضا الواسطات والبحث عن صلات قادرة إلى توصيل الأسر إلى مراتع الهواء العليل في الخارج، في الشام ومصر وتركيا، والأبرد في تلال ماربيا في أسبانيا، أو إلى اكسفورد ستريت «لندن».
لا حظنا أن حكمة «السفر قطعة من العذاب «عادت إلى مجتمعنا بعد جائحة كورونا، فلم نحس بذلك التوثّب على السفر، ولم نرى ذلك الحرص والركض نحو فعاليات إجازة الصيف، صاحب هذا الغلاء والتضخم والمخاطر الأمنية وسرقات الأمتعة من أكبر الفنادق.
أقول: البيتوتي أجدى وأوفر.
@A_Althukair