وكحال كل زائر يبحث عن الأماكن السياحية، إلا أن مدينة نيويورك عبارة عن متحف ضخم وأماكن زيارة وسوق كبير فكل زاوية فيها به مقهى وكل ركن فيها به أسواق، وكان الاختيار صعبا إلا أنني قررت الذهاب لعدد من المتاحف لاستغلال عنصر الوقت، وفي البداية أثارني متحف عسكري بحري على ضفاف نهر اسمه الهدسون يخترق المدينة وضعت به بوارج حربية وهو مفتوح كمتحف بحري للزوار، فلم يسبق لي أن شاهدت أو ركبت سفنا عسكرية قط، كان بالموقع بارجة وسفينة وغواصة وأيضا طائرة الكونكورد كل بتذكرة دخول منفصلة، إلا أننا قررنا الذهاب الى البارجة البحرية الحاملة للطائرات، البارجة شهدت الحرب العالمية الثانية وهي جزء من مجموعة كبيرة صنعت أثناء الحرب العالمية الثانية وأحيلت للتقاعد، علي سطح البارجة وجدنا مجموعة من الطائرات العسكرية المختلفة والتي شاركت بعدد من الحروب منها الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام آخرها أحيل للتقاعد في السبعينات الميلادية، كما أنه حوى طائرات ميق المصنعة بالاتحاد السوفيتي وطائرات إسرائيلية من نسخ مسروقة من الميراج الفرنسية، كما يوجد على سطح البارجة أيضا معرض متكامل لناسا واحد الطائرات التي ذهبت الى الفضاء، ولضيق الوقت لم نتمكن من الذهاب للدور الأول من المصعد والذي يأخذك إلى بطن السفينة، إلا أن التجربة كانت جيدة وفريدة وممتعة وخاصة لمن لم لا يعلم شيء عن الطائرات الحربية أو شاهدها من قبل.
محطتنا التالية كانت متحفا للفنون يعد الأضخم بالعالم ويستحق ذلك بجدارة تحت اسم متحف متروبوليتان للفنون، وهو يعد ثاني أكبر متحف للفنون بالعالم بعد متحف اللوفر بباريس، بالمتحف مجموعة ضخمة لفنانين عالمين أمثال فان جوخ ورينوار ومونيه وبيكاسو وغيرهم، كما أنه يحتوي على أجنحة تخصصت بأجزاء العالم ومنها الشرق الأوسط وآسيا وآخر للأدوات والملابس الحربية القديمة، إلا أن ما أثارني بالمتحف ككل هو بدلة عسكرية للقنصوة الخوري حاكم مصر أثناء حكم المماليك والذي قتل على أيدي العثمانيين إبان احتلالهم لمصر، وفيما يخص منطقتنا العربية كانت الأمثلة بالمعروضات ضعيفة للثقافة العربية، وأيضا لم أجد شيئا بالمتحف يمثل بلدنا للآلاف من الزوار الذين يأتون لزيارة المتحف بشكل يومي وهو شيء أحزنني، وربما نرى تعاونا مستقبليا بين متاحفنا أو بين إدارة القائمين بتطوير منطقة العلا لتعزيز الجهد السياحي الترويجي مع هذا المتحف الدولي.
المتحف الآخر الذي ذهبت له هو متحف يقع في موقع أبراج مركز التجارة العالمية، وهو متحف حزين يصف الأحداث التي أدت لتلك الواقعة الأليمة التي أسقطت البرجين بأيدي متطرفين غلاه وخلفت أكثر من 4 آلاف قتيل، المتحف عمل بطابق سفلي وحيث ما تبقى من أساسات المباني، وضع بالمتحف بعض ما عثر عليه وبه فيديوهات ومصورات لتلك الأحداث الأليمة. وكذلك يصف المتحف أعمال الإسعاف للإنقاذ وقصص الناجين، يوجد بالساحة الخارجية للمتحف بالطابق الأرضي حيث موقع الأبراج عمل فني عبارة عن نافورة ضخمة تحمل الماء بحفرة بوسطها إلى الأسفل معبرة جدا.
وما أقول كتعليق عن الزيارة لهذا المتحف، ان نحمد الله سبحانه وتعالى على حكمة وحنكة وحزم قيادتنا الرشيدة بتعاطيها مع الحدث، هناك الكثير مما لم أتحدث عنه من مشاهدات لمدينة نيويورك ولعلي أكملها في كتابات ومقالات أخرى.
@SaudAlgosaibi