من 7 أيام مشيًا على الأقدام إلى ساعتين بالطائرة.. قصة تطور رحلة الحج

بابتسامة عريضة وفرحة غامرة، استعاد المعلم صالح السليم «85 عامًا» ذكرياته مع مواسم الحج في الماضي. وعلى الرغم من المشقة والتعب، إلا أن تلك الرحلات حملت في طياتها معاني الروحانية والإصرار.
أكمل السليم 20 حجة خلال حياته، وشهد العديد من المراحل والتطورات الكبيرة التي شهدتها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.

وقال السليم: ”أول حجة لي كانت وأنا في سن الثانية عشرة، بتشجيع من عمي عبدالرحمن. كانت رحلة روحانية محفوفةً بالمشقة أحببتها، وكنت أخدم الحجاج وأقوم بأعمال مختلفة. هذا زادني إصرارًا على مواصلة المشاركة لسنوات“.

رحلات متعددة وتطور كبير

وأضاف: ”شهدت خلال رحلاتي المتعددة نهضةً وتطورًا كبيرًا في الخدمات المقدمة للحجاج. فبعد أن كانت الطرق صحراويةً غير معبدة، أصبحت الآن ممهدةً ومسفلتةً. كما تطورت وسائل النقل بشكل كبير، فبعد أن كانت الرحلة تستغرق 7 أيام، أصبحت الآن تستغرق أقل من ساعتين بفضل الله ثم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة“.
وعن ذكريات الحج في الماضي، قال السليم: ”كانت رحلة الحج في الماضي شاقةً بالفعل. كنا نتجمع في بلدة الوزية لمدة أسبوع قبل الانطلاق في سيارة“ الدمنتي ”المحملة بالحجاج والأمتعة والمؤن. كنا نسير ليلًا ونهارًا، نتوقف فقط لإعداد الطعام والشراب. كانت رحلةً تستغرق 7 أيام للوصول إلى مكة المكرمة“.
وتابع: ”كنا نقسم المهام بيننا، فمنّا الطباخون ومنّا عمال الأكل، وكنا نساعد حتى في إصلاح السيارة عند تعطلها. وبعد الوصول إلى مكة، كنا نقيم في مخيمات، ثم نتوجه إلى منى وعرفة ومزدلفة لرمي الجمرات والطواف والسعي“.
وعن ذكريات العودة من مكة، قال السليم: ”كانت الأهالي في استقبالنا بالاحتفالات والعرضة. كنا نحرص على إحضار الهدايا ونفتح المجالس لاستقبال المهنئين بالحج“.

وسائل النقل بالمملكة

وأشاد بالتطور الكبير الذي شهدته المملكة في وسائل النقل وخدمات الحجاج، وقال: ”في البداية كنا نستخدم سيارات الدمنتي، ثم تحولنا إلى اللواري والجمس، ثم إلى الباصات، والآن أصبح الوصول إلى جدة بالطائرات في ساعتين فقط. كما تغير السكن من الخيام إلى سكن في فنادق مريحة ومكيفة“.
واختتم حديثه بالقول: ”التطور الذي شهدته المملكة سهل الأمور بشكل كبير، ونحمد الله على النعمة، ونشكر حكومتنا الرشيدة على كل ما قامت وتقوم به في خدمة ضيوف الرحمن“.