-جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، فقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
-في يوم عرفة وقف الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته القصواء أمام مائة وأربعة وأربعون ألفاً وخطب فيهم خطبة تُدرَس وتُدرّس، وتقدّم للعالم أجمع كدستور حياة وخارطة طريق نحو الأمن والسلام والتقدم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
-»أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة... وربا الجاهلية موضوع....»
-وفي هذا رسالة للمتساهلين بأمر الأموال والدماء، وكم أزهقت أرواح بسبب ساعة غضب تبعتها ساعات ندم، ورسالة بتنقية المال والبعد عن كل شبهة حرام، وهذا أمر لا يحتاجه الفرد بل يحتاجه العالم أجمع.
-وقال صلى الله عليه وآله وسلم « فاتقوا اللّه في النساء» وهذه رسالة للأزواج والزوجات، وقال «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه» وهذه رسالة لكل مسلم.
-»أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم» وهذه رسالة لكل من أراد أمن ونجاح مجتمعه.
-وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟»
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، ويؤشر بها على الناس: « اللهم اشهد» ثلاث مرات.
-ونحن نشهد أنك يا رسول الله بلغت وأديت ونصحت.
@shlash2020