كثير من الفرح الذي تغدقه الأيام يتكشف لنا في المستقبل، ذلك ما يؤكده الحاج "محمد مامادو" الذي لم يعرف أن مغادرته للسعودية بعد دراسته فيها إلى بلده ساحل العاج ستعيده إليها بعد 12 عامًا لكن بدور مختلف لم يكن يحلم به يوما من الأيام.
تبدو ملامح "مامادو" مبتهجة بسعادة تنبع من داخله، قائلًا إنه سعيد جدًا باختياره مرشدًا للحجاج "الإيفواريين"، بعد اجتيازه امتحانًا شارك فيه أكثر من 250 فردًا، مؤكدا أن نحو 100 فقط من اجتازوه وكان هو أحدهم، مشيرا إلى أن اجتياز الاختبار الكتابي لم يكن كافيا، فأجريت لي مقابلة شخصية مع اثنين من الشخصيات الدينية ومسؤول حكومي، وغادر "مامادو" بعدها متعلقًا بآماله، وبعد أسبوعين طويلين من الانتظار، تم إبلاغه باختياره مرشدًا للحجاج من ساحل العاج.
من حاج إلى مرشد حجاج
كل تلك الظروف التي مرّ بها "مامادو" جعلته لا يستطيع وصف سعادته، فقد تجددت لديه مشاعر مغادرته السعودية قبل أكثر من 10 سنوات، قائلًا "إن الذهاب إلى الحج كحاج أمر عظيم، لكن أن تكون مرشدًا للحجيج فهو أمر أفضل، وثوابه لا يحصر لأنه يسمح لك بمساعدة الآخرين على أداء الحج بشكل صحيح".
يمتلك "مامادو" روحًا إيجابية تشع فيه الرغبة في تغيير الناس للأفضل وإرشادهم لاتباع التعليمات التي تكفل لهم الحج الكامل ليعودوا كما ولدتهم أمهاتهم، مبينًا أنك إذا تمكنت من مساعدة 43 حاجًا على أداء الحج بشكل صحيح، فسيكون ذلك أحد أعظم الأشياء في حياتك ومن أفضل الأمور التي يمكن أن ينجزها الإنسان في حياته.