المملكة تستقبل هذه الملايين ويحدث تشغيل لكثير من القطاعات بصورة متزايدة، وبعض تلك القطاعات يستفيد بصورة مباشرة في العالم الإسلامي وأولها قطاع النقل، سواء الجوي أو البحري أو البري، وكذلك الخدمات.
بالنسبة لقطاع النقل وعلى رغم قصر فترة الموسم إلا أنه يحقق نسبة تشغيل متميزة فرأسمال قطاع نقل الحجاج في السعودية يتجاوز 20 مليار ريال، ويضم حوالي 22 ألف حافلة و1000 سيارة متوسطة وصغيرة، إلى جانب 16 مركز مساندة لوجستية على الطريق و400 ورشة متنقلة ورافعة مركبات «ونش» تعمل على مدى الساعة، لضمان استمرار عمليات النقل بيسر وسهولة.
المملكة توفر كافة المعينات في جميع المشاعر المقدسة ما يقلل الضغط المادي على ضيوف الرحمن ويجعلهم يؤدون مناسكهم بكل يسر وسهولة نجد أن العائدات كبيرة لأن الاستثمارات التشغيلية كبيرة، ما يجعل موسم الحج فرصة كبيرة لتحقيق المنافع الدنيوية إلى جانب الأخروية التي نسأل الله تعالى أن يعين عليها وأن يتقبلها أحسن القبول.
تمثل اقتصاديات الحج إضافة نوعية كبيرة للاقتصاد الوطني، فهناك استهلاك كبير للغاية لكثير من السلع والخدمات خلال أيام الحج، ولعل النقل بحسب ما أشرت إليه يمثل جانبا يلقي الضوء على ما يمكن تحقيقه في ظل العدد الكبير للحشود التي تحتاج إلى كل المعينات ومن بينها التنقل بين المشاعر المقدسة ومن وإلى بلدان ضيوف الرحمن، والخدمات الفندقية والإعاشية والصحية وغيره من السلع التي يشتريها الحجاج في ختام مناسكهم.
تتصاعد الأرقام الاقتصادية في إطار المنافع الدنيوية التي تجعل الحج موسما للخير والعطاء وفرصة لكثيرين يعملون في هذا الوقت ليكسبوا رزقهم في المشاعر المقدسة فيصبح هذا الركن أساسا خيريا للأفراد والاقتصاد الكلي، ولذلك تناولته رؤيتنا الوطنية الطموحة بما يتسع بنطاقه التشغيلي ويحقق القيمة الاقتصادية العالية منه، وهي في الواقع تعم ولا تخص، بحيث تصبح اقتصاديات الحج عنوانا استثمارية كبيرا ومستداما يعود بناتج كبير على المدى البعيد.
@MesharyMarshad