ويعلم القاصي والداني ما تبذله حكومتنا الرشيدة في موسم الحج، وهو نهج بدأه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، واستمر على ذلك من بعده أبناؤه الملوك، رغم بعض التحديات الاقتصادية والظروف، إلا أن تقديم كافة الخدمات لضيوف الرحمن استمر منهجاً واضحاً للدولة السعودية، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين يقفان بنفسهما على متابعة كافة الاستعدادات على الأرض، وتوجيه الوزراء والمسؤولين لجعل الحج على قائمة أولوياتهم.
وخلال المواسم الماضية لاحظت أن التغيير والتطوير فيما تقدمه الجهات في الحج هو السمة الثابتة لمواسم الحج، وكل جهة حكومية تهدف للتفوق على نفسها، وجعل كل موسم هو أفضل موسم، والرائع خلال السنوات الماضية هو تصاعد التعاون والتنسيق بين الجهات، عبر لجنة الحج العليا، وعبر التواصل الأفقي بين الوزارات والهيئات، مما يعزز ويرفع كافة الخدمات، ويمكن الحجيج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وقال رجل الاعمال المتخصص بالسوشل ميديا والاعلام الجديد الاستاذ / عبدالعزيز القريني أن المرحلة المقبلة في مسيرة رؤية 2030 المرتبطة بتنمية المجتمع والاقتصاد الوطني ستتطلب مضاعفة الجهد وسرعة الإنجاز والمحافظة على جودة المخرجات مع التركيز كثيراً على تطوير القدرات المعرفية والمهارية للشباب والشابات السعوديين .
وأضاف القريني: أنه من الملاحظ خلال المواسم الأخيرة تزايد الاستثمار في التقنية، مما سهل الوصول والتتبع، وحفظ الأوقات والجهود، وأفسح المجال لرفع جودة الحج، والعمل على استغلال الطاقة الاستيعابية قدر الإمكان، وها نحن نشهد في كل عام مبادرات نوعية متعددة.
وأشار القريني إلى أن الشباب المتعلم والمنظم القادر على العمل لساعات أطول وإنتاج متسارع سيكون لهم الدور الأكثر تأثيراً في نجاح موسم الحج، وأصبح الشباب السعودي يتسابقون لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولا أكاد أكون مبالغاً إن قلت: حتماً سوف تجد في كل عائلة سعودية فرداً أو أكثر ممن يشارك في موسم الحج مباشرة وغير مباشرة، وأصبحنا نتسابق على هذا الشرف الذي اختصه رب العالمين لنا، مقتدياً بنهج واهتمام قادتنا حفظهم الله ورعاهم.
ولفت القريني إلى أن المملكة واحدة من الدول التي تهيمن فئة الشباب على تركيبتها السكانية، إذ إن أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة تحت سن 30 سنة، وهو يؤكد بشكل قاطع بأنهم سيكونون القوة المحركة للنمو الاقتصادي والتنمية، وزيادة الإنتاجية، وريادة الأعمال والابتكار، والتطور التقني.
وتوقع القريني، أن معدل التغير سيكون سريعاً جداً خلال السنوات القليلة القادمة ، نتيجة التطور التقني وتطور العلوم التطبيقية وتسارع نمط الحياة اليومية، لافتا إلى أن التطور الهائل والمستمر لتقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والإعلام سيكون له أكبر الأثر في الحياة اليومية وفي أداء المؤسسات العامة والقطاع الخاص، مع تزايد الاعتماد على الطاقة، نتيجة نمو الاحتياج والاستمرار في تطوير تطبيقات الحكومة الإلكترونية كإحدى أهم أدوات التواصل مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم.