جمرة العقبة
جمرة العقبة الكبرى تقع بالقرب من مدخل منى جهة الحرم المكي، وهي الجمرة الوحيدة التي يرميها الحجاج بعد عودتهم من مزدلفة، إذ يقوم الحجاج برمي سبع حصوات على عمودها على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجته، كما أن ذلك الرمي بدأ أول وفق الروايات التاريخية بأبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام عندما حاول الشيطان إثناءه عن تنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيل، الذي فداه ربه بذبح عظيم، كما نص على ذلك القرآن والسنة.أما في أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، فإن الحاج يرمي الجمرات الثلاث مبتدئاً بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، التي هي العقبة، الواقعة على أبعاد أمتار من نهاية منى جهة القبلة والبيت الحرام.
زيادة أعداد الحجاج سنويًا
توسع وتطوير منشآت رمي الجمرات جاء نتيجة للزيادة الكبيرة في عدد الحجاج سنويًا، وهو ما أدى إلى حدوث ازدحامات كبيرة وأحيانًا حوادث. إذ قامت الحكومة السعودية بجهود كبيرة لتوسعة جسر الجمرات وزيادة طوابقها لتوفير المزيد من المساحات للحجاج ولتقليل مخاطر التدافع.في السنوات الأخيرة، تم بناء جسر متعدد الطوابق لرمي الجمرات مع توفير ممرات ومداخل ومخارج منظمة لتسهيل تدفق الحجاج بسلام. كما تم تركيب أنظمة تهوية وتبريد لتخفيف حرارة الجو، وتم إنشاء مساحات مخصصة للطوارئ والخدمات الصحية السريعة.
تعود جذور هذا الطقس والشعيرة إلى قصة النبي إبراهيم عليه السلام حين أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، فحاول الشيطان إثناءه عن تنفيذ أمر الله، ولكن إبراهيم لاحقه رمياً بالحجارة كلما هم بالوسوسة حتى ابتعد، وفي تلك المواقع أصبحت تُقام الجمرات الثلاثة، إحياء لسنته.
واشتهر عند بعض الناس أن رمي الجمرات هو رجمٌ للشيطان حقيقةً، إلا أن الرأي الشرعي لا يقول هذا، فرمي الجمرات لا يكون للشيطان حقيقة، وإنما هو رمز لمحاربة كيده بالامتثال لأمر الله تعالى، والانقياد الخالص.
تروي بعض الحكايات أن رمي الحصى يُرمز إلى طرد الشياطين والتغلب على الإغراءات الدنيوية، إذ يعتقد بعض الحجاج أن الجمرات تمثل العقبات التي يجب على المؤمنين التغلب عليها في حياتهم اليومية.
وتختلف التأويلات والمفاهيم حول المقصود الشرعي من شعيرة رمي الجمرات، إلا أن الأكيد أنها جزء أصيل من أعمال الحج الذي ظلت ثابتة عبر القرون والأجيال، تلبية لنداء إبراهيم وأذانه الخالد في الناس، واتباعاً لهدي حفيده الأعظم خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.