يحظى حجاج بيت الله الحرام بمستوى عناية طبية عالي المستوى، بدءًا من إجراءات الوقاية وصولًا للخدمات الطبية المقدمة وصرف الأدوية.
إذ يتم توزيع الأدوية الطبية الضرورية والعناية العلاجية بشكل مجاني على الحجاج وفق الحاجة عبر نقاط صحية ومستشفيات ومستوصفات منتشرة على كامل المشاعر المقدسة.
فبحسب وزارة الصحة فإن أكثر من 390 ألف حاج استفادوا من الخدمات الصحية المتنوعة، منذ اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى أيام الحج الجارية.
نجاح الخطط الصحية
أعلن وزير الصحة فهد الجلاجل اليوم، نجاح الخطط الصحية لموسم حج هذا العام 1445هـ، وخلوه من أي تفشّيات أو تهديدات على الصحة العامة، "على الرغم من الأعداد الكبيرة للحجاج هذا العام، والتحديات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة".
وأضاف: "انطلاقًا من حرص خادم الحرمين الشريفين على وضع صحة الإنسان في المقام الأول، قامت المنظومة الصحية بتجهيز (189) مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد عن 6,500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين تتجاوز 40 ألفًا، وبسيارات إسعاف تزيد عن 370 سيارة و 7 طائرات إسعافية و 12 مختبراً و 60 شاحنة، لتوفير أكثر من (1860) بنداً طبياً، و 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في المشاعر المقدسة".
وأوضح أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية بلغ أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من (28) عملية قلب مفتوح، وأكثر من (720) قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من (1169) جلسة غسيل كلوي، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من (5800) حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، مشيرًا إلى أن الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت في الحد من زيادة عدد الحالات، بفضل الله.
إجراءات وقائية
ولفت وزير الصحة إلى أهمية دور لجنة الحج العليا والإجراءات التي اتخذتها لوقاية الحجاج من مخاطر ذروة ارتفاع درجات الحرارة خلال تأدية المناسك، وتذليل كافة التحديات الصحية، معرباً عن شكره لوزارة الداخلية على إسهامها الفاعل في تنفيذ الخطط الصحية.
وبحسب آخر إحصاء شامل نشر في نهاية موسم 2023، فإن 1.2 مليون عبوة من الأدوية قد تم مناولتها بلا مقابل لضيوف الرحمن، شملت مضادات حيوية، ومسكنات آلام، وأدوية لعلاج الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري ومشاكل الجهاز التنفسي والهضمي وأدوية الحساسية والالتهابات.
وتعد حوادث الإجهاد الحراري أخطر الحالات انتشارًا بين الحجاج والتي يتم التحضير لها بشكل خاص من قبل الخدمات الطبية في مكة. فبحسب ما أعلنت الجهات المختصة، فإن 2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري قد رُصدت أول أيام العيد.
فيما سجل الموسم الماضي 10 آلاف حالة تعرضت لمشاكل صحية بسبب ضربات الشمس. وفي هذا العام، حذرت الحكومة من درجات الحرارة المرتفعة بشكل متطرف التي تتزامن مع حج العام الحالي.
طقس شديد الحرارة
قالت وزارة الصحة إن المشاعر المقدسة سجلت في ثاني أيام العيد بالتزامن مع وقت رمي الجمرات طقساً يلامس 49 درجة مئوية، جعلها تدعو الجهات المنظمة والحملات لتوصية الحجاج بعدم التعرض للشمس.
وشددت على أن الفترة ما بين 11 صباحًا والرابعة عصرًا هي الأكثر شدة، ناصحةً الحجاج بـ"تجنب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء".