حلت المملكة العربية السعودية محل الصين باعتبارها المصدر الأكثر إنتاجية لأدوات الإقراض والاستثمار في أسواق الديون الدولية بين الأسواق الناشئة. وتخطت بذلك السعودية مسيرة بكين التي استمرت 12 عامًا في القمة، وفق ما ذكرت شبكة بلومبيرج الأمريكية.
وتيرة قياسية لإصدار السندات
ذكرت بلومبيرج أن المملكة تطلق أدوات استثمار في السندات بوتيرة قياسية وذلك مع تصاعد الإقبال من قبل المستثمرين العالميين دعمًا لخطة رؤية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.ومن ناحية أخرى، يشهد المقترضون الصينيون موجة شراء محمومة للسندات بالعملة المحلية، كما أدى ذلك إلى تباطؤ الإصدار الدولي إلى واحدة من أبطأ المعدلات في السنوات الأخيرة.
سندات وصكوك سعودية
أصدرت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي العربي سندات وصكوكًا بقيمة 45 مليار دولار تقريبًا حتى الآن هذا العام مما يضع حكومات المنطقة على المسار الصحيح لأكبر عدد من إصدارات الديون منذ عام 2020.اقرأ أيضاً: شراكة صندوق الاستثمارات مع بلاك روك خطوة جديدة على طريق التنويع
وقد زاد الحجم بشكل كبير هذا العام، حيث وصل النصف الأول من عام 2024 وحده إلى ما يزيد كثيرًا عن 33 مليار دولار التي تم إصدارها في العام الماضي بأكمله.
ومن المتوقع أن تحقق العديد من الدول التي أصدرت سندات وصكوكا هذا العام فوائض في الميزانية في عام 2024.
تسعير الديون بكفاءة أكبر
بالنسبة لهذه الجهات المصدرة تم جمع رأس المال ليس لتمويل الإنفاق في الميزانية العادية ولكن لبناء منحنى عائد معياري يمكن للشركات من خلاله تسعير ديونها بكفاءة أكبر ولتمويل المشاريع الصديقة للبيئة على وجه التحديد.إصدارات الديون السيادية
جاء أغلب إصدارات الديون السيادية حتى الآن هذا العام من المملكة العربية السعودية التي جمعت أكثر من 35 مليار دولار في السندات والصكوك حتى الآن هذا العام أي أكثر من ثلاثة أرباع إجمالي إصدارات الديون السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي العربي.اقرأ أيضاً: «جلوبال فاينانس»: السعودية تقترب من تحقيق مستهدفات تنويع الاقتصاد
وكان حوالي نصف هذا المبلغ في شكل ديون مقومة بالدولار وفي العام الماضي شكلت المملكة العربية السعودية أيضًا 77% من إجمالي إصدارات السندات والصكوك الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي.
طروحات الأسهم
وبشكل منفصل، جمع الطرح الثانوي لأسهم أرامكو 11.2 مليار دولار أخرى من رأس المال للحكومة الأسبوع الماضي.ويتوقع بنك الإمارات دبي الوطني أن تشهد الميزانية السعودية عجزا بنحو 4.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام أو نحو 45 مليار دولار.
نشاط صندوق الاستثمارات العامة
بالإضافة إلى ذلك، ينشط صندوق الاستثمارات العامة أيضًا في أسواق رأس المال حيث جمع حوالي 8 مليارات دولار حتى الآن هذا العام من خلال السندات والصكوك بما في ذلك السندات.وبحسب بيانات "مييد بروجيكتيس" تم منح مشاريع بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار في المملكة العربية السعودية العام الماضي بزيادة قدرها 75 % عن قيمة العقود الممنوحة في عام 2022.
وتقع غالبية هذه المشاريع في قطاعات البناء والطاقة والنقل وأكثر من 80 % من المشاريع قيد التنفيذ حاليًا هي مشاريع حكومية.
