ولاستكانة المشاعر وصفة ليس لها مقادير محددة يجب أن تلتزم بها كمقادير صناعة الحلوى وليس لها منهجا محددا تتبعه للتطبيق كمادة وطرق تدريسها إنما تخضع لعناوين مترامية الأطراف من ضمنها الرضى والقناعة والاستسلام ثلاثى إذا اجتمع استكانت المشاعر وتوجتك براحة البال، فالرضا يقصي مفاهيم التسخط فتقنع باستسلام كل ذلك يقودك لإيجابية في كل الأمور.
البعض يعاني من سلبية في تفسير الأحداث وفي إصدار الأحكام فتصاب روحه بقصور في تقييم الأشياء فتجده مثلا يسير في حديقة غناء يلتفت لسورها الذي انهدم جزء صغير منه وينسى باقي الأجزاء وما أحاطه من جمال، يعود من تلك الرحلة وذاكرته تتذكر فقط من تلك الحديقة»سور منهدم الأجزاء»!
عجبا وأين الأزهار وانتشارها بأزهى الألوان والأشجار واختلاف أطوالها ومعظم سورها الخالي من التصدعات وذاك الكرسي المريح الذي استضافك وأنت ترتشف عصير انعشك تحت ظل مترامي الأطراف؟! ينتقد صفا من النمل استوقفه يسير بنظام وفاته أن يتأمل باستمتاع ما يحملونه من أثقال وكيف أنهم يمضون مسيرين بإعجاز!
السلبية العدو اللدود لاستكانة المشاعر فهي تناهض الرضى والقناعة فيفلت زمام الاستسلام، ترى صاحبها في كل حديث معترضا ينتقد كل الأشياء، يخبئ الإيجابيات كأنها حلى غالية الاثمان يخشى أن يسرقها الإدراك ويحيلها لمقبرة النسيان فإن تذكرها ذعر وحاد عنها وأهال عليها مزيدا من النكران.
ذاك المسكين محروم من استكانة المشاعر بينما الإيجابي يزهو بها فتجده في المحافل متصدرا لا يلتفت لأي علة بل يقصي كل ما يشتت الجماليات ويظهرها للحضور، أعرف إيجابيا كلما رأى نقصا تعامل معه كجملة يكمل بها الفراغ فسيقول مثلا عن تلك الحديقة «لولا تلك الثغرة في السور لما استطاع عابرا خارجها أن ينظر لجمال الزهور».
الإيجابيون:
فئة من البشر صادقهم وسايرهم فنهجهم سينعكس على حياتك وستتوسد في ثنايا روحك معاني استكانة الشعور
@ALAmoudiSheika