الموتر اللي ناض به براق***اقفى مع البطحا وعيني به
بالله عليك الهون يالسواق***واشوف من ربي بلاني به
يفداه من حط الحرير رواق***وبيوك وسط السوق يمشيبه
وصف شاعري نبطي جيد وقديم لحالة مرور المعشوقة داخل سيارة يقودها سائق. وأظن القصيدة تعود إلى بدايات ورود السيارات إلى المملكة، قارىء تلك القصيدة ومقارنتها مع ما يدور داخل أروقة المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية سيرى معي أن شاعر هذه الأيام والأيام القادمة لن يُخاطب «السوّاق» ليتمهل في السير لمنح العاشق فرصة النظر والتأمل في الجميل، ولا يُعجبني تكرار القول إن قيادة المرأة كمضمون لا غبار عليها، ويعطون تبريرا ساذجا بأنها كانت تركب الإبل.
وبودي لو استعان المؤيدون بطرح أدق وأكثر حداثة كأن نقول مثلا إن المرأة السعودية ساوت أو سبقت غيرها في الطب والهندسة وتصميم مركبات الفضاء، وعملية قيادة السيارة موازية من حيث الحاجة لفعاليات العصر، ثم إنني وجدت المقارنة بركوب الجمال ليس من باب المنطق. فكان الجمل يحمل هودجا مُهيّأ لركوب امرأتين لكي يجري توازن الثقل «قناعة فيزيائية» وتركب امرأة في كلّ جانب «قوافل حجاج نجد كانت هكذا».
أما القائد وكذا الحادي فهما عادة من الرجال الأشداء ذوي الخبرة والنشاط والتحمل
كانت الإبل تسير ليلا بينما نصف القافلة نيام على ظهورها من الرجال أو من هن في الهودج. ويتناوب الرجال الحراسة والتوجيه «الدليلة» والمرأة معززة مكرمة محشومة برحلة «خمس نجوم».
وقرأنا في الفصيح شعر الشوق والحنين الموجّه إلى «الحادي» لا إلى من هم داخل الهودج، تماما كـ «الموتر اللي ناض به برّق».
قال شاعر أظهر عواطف جلية:
يا حادي العيس عرِّجْ كي أودعهـم .. يا حادي العيس في ترحالك الأجـل
اني على العهد لم انكر مودتهم .. يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا
@A_Althukair