السيارات الأمريكية تتراجع أمام الصين
ذكر الخبراء أن شركة صناعة السيارات التي يوجد مقرها في ديترويت كانت مرتبطة دائمًا ارتباطًا وثيقًا بصناعة السيارات في البرازيل التي تعد سادس أكبر موقع لصناعة سيارات في العالم لكن الآن أصبحت كاماساري تحت إدارة جديدة.واستحوذت شركة السيارات الكهربائية الصينية العملاقة "بي واي دي" منافس شركة "تسلا" على المجمع الضخم وحولته لصالحها إلى مركز لتصنيع سياراتها الكهربائية للاستفادة من الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية المصنوعة في البرازيل حيث يعد هذا نمط متكررًا في مختلف أنحاء العالم.
توسع وهيمنة صينية
تتوسع شركات السيارات الكهربائية الصينية بسرعة في الأسواق النامية مثل البرازيل والمكسيك وجنوب شرق آسيا وذلك رغم محاولات الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا إقصاء الشركات الصينية من خلال التعريفات الجمركية والحواجز التجارية.وتشير البيانات التي جمعتها شركة الأبحاث "إيه بي آي ريسيرش" إلى أن شركات صناعة السيارات الصينية تهيمن بالفعل على العديد من الأسواق.
اقرأ أيضاً: شركات السيارات الأمريكية تفقد حصتها تدريجياً في السوق الصينية
وبحسب أرقام شركة إيه بي آي ريسيرش استحوذت شركات صناعة السيارات الصينية على 88% من سوق السيارات الكهربائية في البرازيل و70% في تايلاند في الربع الأول.
كما استحوذت شركة بي واي دي وحدها وهي أكبر شركة سيارات كهربائية في الصين على 71% و45% من مبيعات السيارات الكهربائية خلال تلك الفترة في تلك الأسواق.
شركات السيارات الكبرى تعاني
رغم هيمنة سوق السيارات التقليدية بنسبة غالبة إلا أن شركات صناعة السيارات التقليدية مثل: فورد وتويوتا وفولكس فاجن يواجهون صعوبة في المنافسة مع اللاعبين الصينيين في سوق المركبات الكهربائية.ويرجع ذلك إلى أن شركات صناعة السيارات الصينية معروفة بقدرتها على تصنيع السيارات الكهربائية بتكلفة أقل من منافسيها.
حماية الأسواق الأمريكية
تتخذ الحكومات الغربية خطوات لحماية أسواقها حيث فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن رسوما جمركية شاملة على شركات صناعة السيارات الصينية وأقر الاتحاد الأوروبي تدابيره الخاصة.لكن هذه الحواجز لا تفعل الكثير لحماية شركات صناعة السيارات التقليدية في الأسواق النامية حيث قال خبراء لبيزنس إنسايدر إنهم يواجهون احتمال التخلف عن شركات صناعة السيارات الصينية الناشئة.
وقال بيل روسو الرئيس التنفيذي لشركة "أوتوموبيليتي" لصناعة السيارات ومقرها شنجهاي: "من خلال تشييد جدار حول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة فإنك تتنازل فعليًا عن بقية العالم للصين" مشيرًا إلى فرض جو بايدن رسومًا جمركية بنسبة 100٪ على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين في مايو.
الصين والاتحاد الأوروبي
في السياق، اتفقت الصين والاتحاد الأوروبي على استمرار المحادثات بشأن فرض رسوم جمركية مزمعة على السيارات الكهربائية صينية الصنع التي يتم استيرادها إلى السوق الأوروبية حسبما قال مسؤولون كبار من الجانبين، وفق ما ذكرت صحية الديلي تليجراف البريطانية.الرسوم الجمركية على السيارات الصينية
قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن مفوض الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس أبلغه بأنه ستكون هناك مفاوضات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين.جاء هذا التأكيد بعد أن قالت وزارة التجارة الصينية إن رئيسها وانج وينتاو ودومبروفسكيس نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية اتفقا على بدء مشاورات بشأن تحقيق الاتحاد الأوروبي لمكافحة دعم السيارات الكهربائية الصينية.
قال هابيك من شنجهاي "هذا أمر جديد لأنه لم يكن من الممكن الدخول في جدول زمني ملموس للمفاوضات في الأسابيع القليلة الماضية إنها خطوة أولى وستكون هناك حاجة إلى المزيد ونحن بعيدون عن النهاية لكنها على الأقل خطوة أولى لم تكن ممكنة من قبل".
وتعد زيارة هابيك هي الأولى التي يقوم بها مسؤول أوروبي كبير منذ أن اقترحت بروكسل فرض رسوم باهظة على واردات السيارات الكهربائية صينية الصنع لمكافحة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي حوافز مفرطة.
تكافؤ الفرص بين الصين والعالم
وقال هابيك إن هناك وقتا لإجراء حوار بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن قضايا التعريفات الجمركية قبل أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ الكامل في نوفمبر وإنه يؤمن بالأسواق المفتوحة ولكن الأسواق تتطلب تكافؤ الفرص.ومن المقرر أن يتم تطبيق الرسوم المؤقتة التي فرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 38.1% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة بحلول 4 يوليو مع استمرار التحقيق حتى 2 نوفمبر بإمكانية فرض رسوم نهائية لمدة خمس سنوات.
