أسباب مناعية وعلاجات حديثة
أوضحت د. ندى الغامدي، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذ مساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن البهاق يحدث نتيجة فقدان الخلايا الصبغية لأسباب مناعية، حيث يهاجم الجسم الخلايا الصبغية المنتجة للميلانين، مما يؤدي إلى ظهور بقع خالية من الصبغات على الجلد في أماكن مختلفة. وأشارت إلى أن من بين العلاجات الحديثة للبهاق الأدوية المثبطة لإنزيم الجاك (JAK inhibitors) مثل الدواء الموضعي (Opzelura)، الذي يناسب بعض الحالات البسيطة من البهاق، رغم أن تكلفته مرتفعة نوعًا ما.وأضافت أن الأبحاث لا تزال مستمرة لدراسة تأثير مثبطات إنزيم الجاك التي تؤخذ عن طريق الفم على البهاق، والتي تبدو نتائجها الأولية إيجابية إلى حد ما.
وأكدت د. الغامدي أن العلاجات الجديدة تبشر بآفاق جديدة لتحسين حياة المصابين بالبهاق، وأن هناك اهتمامًا كبيرًا بفهم آلية تأثير هذه الأدوية بشكل أعمق وتحديد الجرعات المناسبة لتحقيق أفضل النتائج مع تقليل الآثار الجانبية. كما دعت إلى مواصلة الأبحاث والتجارب السريرية لضمان سلامة وفعالية هذه العلاجات على المدى الطويل.
أنواع البهاق وطرق العلاج
من جهتها، أكدت د. نوف بن ربيعان، استشارية الجلدية وأستاذ مساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن البهاق هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم الخلايا الصبغية، مما يؤدي إلى ظهور بقع يفقد فيها الجلد لونه.وأوضحت أن البهاق يمكن أن يصيب الجلد في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الشعر وداخل الفم، وأن المرض مزمن ومن الصعب التنبؤ بمدى تفاقمه، حيث قد يتوقف ظهور البقع من دون علاج، أو ينتشر ليصيب معظم الجلد.
وأشارت د. نوف إلى أن البهاق غالبًا ما يصيب الأشخاص دون سن الثلاثين، وأنواعه تشمل البهاق المتعمم، بهاق الأطراف والوجه، البهاق الموضعي، البهاق القطعي، والبهاق الشامل. وتختلف طرق العلاج وفقًا لعوامل متعددة مثل العمر ومساحة الجلد المصاب ومكانه ومدى سرعة تقدم المرض.
وأضافت د. نوف أن العلاج يشمل الحماية من أشعة الشمس، تغطية البقع بمساحيق التمويه، والأدوية الموضعية مثل كريمات الكورتيزون ومراهم مثبطات الكالسينيورين. وأشارت إلى أن العلاج الضوئي والأدوية المثبطة للمناعة يمكن أن تكون فعالة في بعض الحالات.
أشارت د. نوف إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منحت الموافقة على كريم "Opzelura" (ruxolitinib) كأول علاج لإعادة تصبغ البشرة لدى مرضى البهاق غير القطعي من البالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا فما فوق. كما تُجرى دراسات على علاجات مستقبلية تشمل أفاميلانوتيد لتحفيز الخلايا الصبغية، والبروستاغلاندين E2 لاستعادة لون الجلد، ومثبطات jak عن طريق الفم.