إذا نظرنا إلى المعاني التي يشعر بها الحجيج نجد الشعور برهبة المكان والزمان، والتي تعطيهم العديد من المعاني الجليلة لإرشاد المسلم في سائر أحواله إلى كل ما يصلحه في صورة تتجلى فيها أسمى معاني الحب ونقاء السريرة ونور البصيرة، كذلك نجد أن من الدروس العظيمة التي يتعلمها المسلم في تلك الرحلة الفريدة الصبر وضبط الانفعالات وضبط الجوارح واللسان، ودعوة إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتشرذم فبداية الحج ونهايته مناسك وطاعات وقربات لرب البريات.
على جانب آخر نجد أن المملكة كان لها دور عظيم في تسهيل تحقيق تلك المعاني، فنجد أنها عملت على السبل كلهم التي تعطي راحة للحجيج، رغم الزحام الشديد، فقد حرصت حكومة المملكة على إنشاء الطرق والأنفاق التي أحاطت بالمسجد الحرام، بالرغم من عظم الجبال وضخامتها.
وقف خلف قوافل الحجيج التي توافدت عبر القارات، وجاءت من كل فج عميق متضمنة حركات كثيرة وتنقلات بين المشاعر رجال دفعهم الإيمان بخدمة الحجيج، وتقودهم الرغبة في تنظيم أمور شؤون الوافدين إلى بيت الله الحرام، ويحدوهم الشوق في تقديم أسمى الخدمات التي تعتز المملكة بتقديمها في صورة مشرفة استطاعت أن تبهر العالم أجمع، وذلك ببذل كل الجهود وتقديم كافة التسهيلات وإزالة كافة الصعوبات لخدمة الحجاج والسهر على راحتهم.
الحج فرصة عظيمة لوسائل الإعلام لتعريف العالم بالإسلام، فالحجيج في كافة بقاع الأرض جاءت ملبية متمسكة بطاقة روحية داخلية تزيل كافة الحواجز، وتمحو العنصرية والفرقة بين المسلمين فهي شعيرة تضم جوانب اجتماعية وسياسية واقتصادية وروحية.
خلاصة الحديث.. نستطيع أن نقول إن وصول المملكة إلى الإبداع الملموس لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة سهر رجال الأمن وكافة قطاعات الدولة أيدها الله على راحة الحجيج وتقديم كافة سبل الدعم لهم لحفظ الأرواح ورعاية الأنفس وأداء المناسك بيسر وسهولة.
*جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwait