دور محوري لـ"أوبك+"
يسلط هذا الضوء، على الدور الذي لعبته قرارات خفض الإنتاج التي اتخذها تحالف أوبك+ منذ أبريل من العام الماضي في تحقيق نوع من الاستقرار في أسعار النفط، وإن كانت هذه المستويات أقل على الأرجح مما كانت تتوقعه المجموعة في بادئ الأمر.ويحتاج العديد من أعضاء التحالف إلى أن تتداول أسعار خام برنت، المعيار العالمي، بالقرب أو حتى تزيد عن 90 دولاراً للبرميل من أجل تحقيق التوازن في موازناتهم.
عوائد النفط
وأوضح أن من منظور المستثمرين، لا يزال سوق النفط الخام يحقق عوائد تفوق بكثير ما يشير إليه التغير في سعر العقود الفورية.وأفاد بأن على الرغم من ارتفاع تداول العقود الآجلة للشهر الفوري في خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 14٪ منذ بداية العام، فقد وصل العائد الإجمالي الذي يشتمل على التأثير الإيجابي لتدوير العقود الآجلة المنتهية الصلاحية إلى العقود التالية بسعر أقل (وهي عملية تعرف بالتراجع) إلى 19.2٪.
ويبرز هذا الواقع أنه طالما ظل العرض في السوق محدوداً نسبياً، فإنه من الممكن أن يحقق الاستثمار عائداً مجزياً حتى مع استمرار سعر العقود الفورية ضمن نطاق محدد.
الطلب الصيني
ولفت إلى أن بعد بداية ضعيفة نسبياً لهذا العام وسط مخاوف بشأن تراجع الطلب الصيني والتأثير السلبي لارتفاع تكاليف التمويل نتيجة حملة رفع أسعار الفائدة الأكثر شدة التي نفذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ عقود، شهدت أسواق النفط الخام منذ ذلك الحين ارتفاعاً.ويعزى معظم هذا الارتفاع إلى تقلبات علاوة المخاطر الجيوسياسية وما رافقها من عمليات شراء وبيع من قبل صناديق التحوط التي تسعى إلى تحقيق زخم في السوق.
وأشار إلى أن صناديق التحوط واجهت صعوبة في تحقيق ذلك خلال العام الماضي، وهو ما ينعكس في البيانات التي أظهرت مؤخراً انخفاض صافي المراكز الطويلة في عقود برنت وغرب تكساس الوسيط لفترة وجيزة إلى أقل من 200 ألف عقد أو 200 مليون برميل، وهو مستوى لم يُشاهد إلا مرتين خلال العقد الماضي.
وجاء الارتفاع الذي شهدته الأسواق لاحقاً مدعوماً جزئياً من قيام المتعاملين بإعادة تأسيس مراكز طويلة مع إغلاق المراكز القصيرة التي تحقق خسائر.
زيادة المخزون
وبحسب التقرير فإن على الرغم من أن الدراسات الاستقصائية تشير إلى انخفاض عام في المخزون، إلا أن معهد البترول الأمريكي أفاد الليلة الماضية بحدوث زيادات في كل من مخزونات الخام والبنزين.ولفت التقرير إلى أن السوق يشهد حاليا ذروة موسم الطلب على الوقود، إذ يدفع زيادة التنقل خلال موسم الإجازات وارتفاع الطلب على الوقود للتبريد، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، إلى زيادة استهلاك الوقود. على سبيل المثال، تشهد المملكة العربية السعودية ذروة استهلاكها للنفط الخام خلال الصيف والتي تصل عادةً إلى حوالي 700,000 برميل يومياً.
وأوضح أن مع أخذ ذلك في الاعتبار، من المرجح أن ينصب التركيز في تقرير إدارة معلومات الطاقة اليوم على بيانات الطلب الضمني على أنواع الوقود الرئيسية الثلاثة، البنزين والديزل ووقود الطائرات.
الطلب على البنزين
وأشار التقرير الصادر عن "ساكسو بنك" إلى أن في الأسبوع السابق، وصل الطلب على البنزين على أساس أربعة أسابيع إلى مستويات الصيف الماضي، في حين ارتفع الطلب على وقود الطائرات إلى مستويات قريبة من مستويات عام 2019.وأفاد بأن بصرف النظر عن هذا التقرير، يركز المتداولون أيضاً على الدولار قبل صدور بيانات التضخم الرئيسية لنفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، والتطورات الجيوسياسية المتعددة.