فالقبر هو منزلنا الأبدي الأول بعد الموت، حيث يترك الإنسان كل ما كان يملكه في الدنيا خلفه، يتجلى فيه الظلام والوحشة ويصبح الإنسان وحيداً بلا أنيس، هذه اللحظة هي امتحان حقيقي لكل ما قدمه الإنسان في حياته، حيث تظهر حقيقة أعماله ومدى التزامه بدينه وأعماله الصالحه.
وكثيراً ما ينسى الإنسان أن الحياة الدنيا زائلة، وينغمس في ملذاتها ومتاعها، ناسياً واجباته الدينية. يلعب ويلهو ويسعى لجمع المال وتحقيق النجاحات المادية متجاهلاً أن هذه الأمور لن تنفعه عند الموت وفي لحظة الدفن يتلاشى كل ذلك، ويبقى الإنسان وحيداً مع أعماله فقط.
في القبر، لا ينفع الإنسان شيء سوى أعماله الصالحة. الصلاة، والصيام، والزكاة، والصدقات، وكل عمل خير قام به هي التي ستضيء له قبره وتخفف عنه وحشته بعد رضا الله هذه الأعمال تكون رفيقه في هذا المكان الموحش،
يصف العلماء والفقهاء القبر بأنه مكان مظلم وموحش، يختبر فيه الإنسان حقيقته ويواجه فيه جزاء أعماله حيث يتجلى الظلام والوحشة كتنبيه على أهمية الاستعداد لهذا اليوم، من خلال التوبة والعمل الصالح والالتزام بالدين.
ومن وحشة القبر وظلامه يجب أن نستقي الدروس والعبر، يجب أن نتذكر دائماً أن الدنيا فانية، وأننا مهما طالت أعمارنا، فإن النهاية حتمية، يجب أن نعمل لآخرتنا كما نعمل لدنيانا، وأن نحافظ على توازن بين متطلبات الحياة الدنيا وواجباتنا الدينية.
خاتمة:
القبر هو الحقيقة الكبرى التي يجب أن نتذكرها في كل لحظة من حياتنا، وحشته وظلامه تذكير بأننا سنواجه يوماً ما حقيقة أعمالنا، فلنعمل بجد ونستعد لهذا اليوم ونتذكر أن المال والبنون لا ينفعون إلا إذا كانوا وسيلة للخير والعمل الصالح. فالدنيا زائلة والآخرة هي المستقر، فلنحرص على أن تكون رحلتنا بعد الموت مليئة بالنور والطمأنينة، لا الظلام والوحشة.
فصلاح القلوب أمرٌ مُلزَمٌ لنجاة المرء.
قال الله تعالى في سورة الشعراء: «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».
@alsyfean