من المهم أن يفرح الناس، لكن بدون أن يلحقهم حزن وهموم بسبب الديون التي تراكمت نتيجة انجرافهم وراء المظاهر المكلفة ليعيشوا فرحة سطحية غير حقيقة، وكما ذكرنا سابقاً، إن التوازن قانون كوني، فالتوازن بين الصرف والتقشف في الزواج ضروري ليفرح الجميع دون أعباء مالية مستقبلية.
وبسبب غلاء المعيشة، بدأ بعض الرجال المطالبة بإلغاء المهر بحجة أن المرأة ليست سلعة أو بحجة المساواة بين الرجل والمرأة وأنا معهم في مطالبتهم، إن المهر حق فرضه الإسلام للزوجة على زوجها وأوجب عليه دفعه بطيب نفس، لكن إذا كان الرجل المتقدم للزواج يرى أن تقديمه المهر للفتاة سيجعلها سلعة فالأفضل إلغاء المهر والزواج بالكامل، إذ كيف له أن يتزوج ويعيش مع سلعة، أما إذا كان يراها جوهرة ثمينة وما المهر إلا هدية متواضعة يعبر بها عن سعادته لحصوله عليها فسيقدمه بقناعة ورضا، أيضاً، أنا مع من يطالب بإلغاء المهر بحجة المساواة، لكن فقط إذا كان الزوجين سيتقاسمان ألم وعناء الحمل والولادة والرضاعة مناصفة كما تقاسم الكثير من الأزواج مؤخراً الصرف وتكاليف المعيشة مناصفة ولتحيا المساواة!
في أحد المقالات، اقترح كاتب فرض ضريبة على الطلاق للحد منه واستنكر ظاهرة الاحتفال بالطلاق. شخصياً لا أرى أن ذلك حل مجدٍ؛ لأنه لو كان الطرف الطالب للطلاق تعيساً فعلاً ومظلوماً في هذا الزواج وليس لديه مكنة مادية للانفصال فسنكون قد حكمنا عليه بالتعاسة الأبدية، لكني مع استنكاره الاحتفال بالطلاق وأقترح فرض عقوبات وغرامات على المحتفلين بالطلاق علانية.
من الجميل أن نرى الكثير من الاقتراحات من المهتمين بالشأن المجتمعي بخصوص ظاهرتي عزوف الشباب عن الزواج أو تزايد حالات الطلاق لمحاولة حلهما والحد منهما، لكن بعض الاقتراحات ما هي إلا كوضع ضمادة على الجرح كي لا نراه بدلاً من علاجه، ومع الوقت سيتعفن ذلك الجرح وينتن وسنضطر لقطعة!
@Waseema