* الخطورة تكمن أحياناً عندما يكون اسلوب شيطنة الخصم بشيئ يتجاوز ضرره الخصم نفسه إلى أطراف أخرى ليس طرفا في الصراع. ولكي نفهم الموضوع بصورة أفضل نؤكد أن الحرب الأهلية في السودان وهي تدخل عامها الثاني استنفذت الدعاية المضادة التي كانت تعتبر حرب بين فريقين داخليين ومن ذلك تكرار الجيش جزئية أن خصمه قوات الدعم السريع تعمد تدمير المنشآت المدنية ، مستشفيات، مطارات، مصافي، مساجد ، مدارس . إضافة إلى أن قوات الدعم السريع أو أفراده يقومون بسرقة الممتلكات العائدة للمدنيين وأبشع من ذلك أنهم يقومون بعمليات الاغتصاب للنساء ، وتجنيد الأطفال.
* هذه الدعاية وبهذه الأركان سمعها العالم من قوات الجيش، ومن التنظيمات السياسية التقليدية المساندة للجيش ولعل هذه الصورة تنمطت عند الناس والمراقبين لما يحدث في السودان لكن تقارير دولية محايدة لم تبرئ الجيش بشكل كامل مما يتهم به قوات الدعم السريع علاوة على وصف الجيش بأنه يمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يقطنون في الأماكن التابعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
* المهم والجديد في ميدان الدعاية وتشويه الخصم بين فريقي الصراع في السودان ماذكره الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش حيث قال للصحفيين أن قوات من تنظيم الدولة الإسلامية كانت في السجون أو بعض المعتقلات التابعة للجيش وبمجرد سيطرة قوات الدعم السريع على تلك المعتقلات قامت بإطلاق سراح جنود الدولة وضمتهم إلى صفوفها.
* هذا التصريح للفريق البرهان سواء أن جاء في سياق تشويه الخصم أو جاء بحقيقة ماثلة على الأرض فانه يعد رسالة تتجاوز طرفي الصراع في السودان، وتتجاوز الاحتراب الأهلي هناك إلى احتمالات التأثير الاقليمي، يؤكد ما نذهب إليه ورود عبارة ( انهيار السودان) في حديث الرجل الذي ذكر فيه موضوع مقاتلي تنظيم الدولة الذين باتوا جزء من قوات الدعم السريع.. وهذه المفردة كما يرى أكثر من مراقب وأعني بها مفردة انهيار السودان بدأت تظهر بشكل تدريجي في خطب قادة الجيش في الآونة الأخيرة.
@salemalyami