سحب أكبر من المتوقع للمخزونات
شهد مخزون النفط الخام الأمريكي أكبر انخفاض أسبوعي منذ ما يقارب سنة، وذلك جراء سحب 12.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 28 يونيو الماضي، بحسب بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.ووفقًا لبيانات الأدارة انخفضت مخزونات النفط الخام بنحو غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتجاوز حجم السحب ما كان متوقعًا، مما أثار دهشة المحللين وأشار إلى طلب قوي على النفط في الأسواق الأمريكية. بلغ حجم السحب من المخزونات مستويات لم تشهدها البلاد منذ شهور، مما يسلط الضوء على التعافي الاقتصادي المستمر وزيادة النشاط الصناعي.
أسباب السحب من المخزونات
تعود أسباب هذا السحب الكبير إلى عدة عوامل. أولاً، هناك انتعاش في الطلب على الوقود مع زيادة النشاط الاقتصادي بعد تباطؤ دام نتيجة جائحة كورونا. كما أن فصل الصيف يشهد عادةً زيادة في استهلاك الوقود للسفر والنقل، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط.ثانيًا، تسببت التوترات الجيوسياسية، خاصة في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل الشرق الأوسط، في مخاوف بشأن استقرار الإمدادات، مما دفع الولايات المتحدة إلى الاعتماد أكثر على مخزوناتها لضمان تلبية الطلب المحلي.
تأثير السحب على أسعار النفط
أدى السحب الكبير من المخزونات إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث تجاوزت أسعار النفط مستوياتها السابقة لتصل إلى أعلى مستوياتها في عدة أسابيع، قبل أن تفقد بعض مكاسبها يوم الثلاثاء.اقرأ أيضاً: 3 عوامل تدعم ارتفاع أسعار النفط في الأشهر المقبلة
ويؤثر هذا الارتفاع في الأسعار بشكل مباشر على تكاليف النقل والتصنيع، مما قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية إضافية في الاقتصاد الأمريكي.
استراتيجيات لاستقرار سوق النفط
في ضوء هذه التطورات، تدرس الحكومة الأمريكية استراتيجيات لضمان استقرار سوق النفط. قد تشمل هذه الاستراتيجيات زيادة الإنتاج المحلي، والتفاوض مع دول منظمة أوبك لضمان استقرار الإمدادات، واستخدام الاحتياطي الاستراتيجي للنفط عند الضرورة، بحسب "سي إن إن".ويأتي انخفاض الإمدادات في ساحل الخليج الأمريكي وسط ارتفاع الصادرات وتراجع الواردات. وصعدت العقود المستقبلية للخام بأكثر من 14% منذ بلوغها أدنى مستوياتها في أوائل يونيو الماضي، وتسهم تغيرات المخزونات علاوة على البيانات التي تتوقع صعود أسعار البنزين بزيادة أسعار النفط في بداية موسم الطلب الصيفي بأمريكا الشمالية.
استمرار الضغط على المخزونات
مع استمرار زيادة الطلب وتحسن النشاط الاقتصادي، من المتوقع أن تظل مخزونات النفط تحت الضغط في المستقبل القريب. يُعتبر هذا تحديًا كبيرًا لصناع السياسة، الذين يجب أن يوازنوا بين الحفاظ على مستويات كافية من المخزون لتلبية الطلب المحلي وضمان استقرار الأسعار في السوق العالمية.واختتمت الشبكة: "بغض النظر عن الاتجاه الذي ستتخذه الأسواق في الأشهر المقبلة، يبقى الواضح أن الديناميكيات الحالية تتطلب مراقبة دقيقة وإجراءات حكومية متوازنة لضمان استقرار سوق النفط الخام الأمريكي، وتلبية احتياجات المستهلكين والصناعات على حد سواء".