وأضاف أن في ظل تزايد حركة النقل العالمية وموجات الحر الموسمية التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، من المقرر أن يلعب كل من النفط الخام والغاز الطبيعي دوراً رئيسياً في تلبية احتياجات الطاقة العالمية.
ارتفاع الطلب
شهد الربع الثاني انخفاضاً مفاجئاً في الطلب على النفط الخام والوقود، إلا أن توقعات الربع الثالث أكثر تفاؤلاً. إذ يُعد النمو المتوقع في حركة النقل بالإضافة إلى تعافي الاقتصادات من تأثير الجائحة عاملاً رئيسياً في هذا الارتفاع في الطلب.ومن المتوقع أن تؤدي موجات الحر الموسمية في الشرق الأوسط وآسيا إلى زيادة استهلاك الطاقة لأغراض التبريد، مما يدعم كذلك الطلب على النفط الخام.
استقرار السوق
ولعبت قيود إنتاج أوبك دوراً جوهرياً في استقرار السوق. ومن خلال الحفاظ على سياسة خفض الإنتاج، ساعدت المنظمة في الحفاظ على أسعار النفط ضمن نطاق مناسب.وتوقع التقرير أن يظل خام برنت مُقّيماً ضمن نطاق يتراوح بين 75 و 90 دولاراً للبرميل خلال الربع الثالث، وذلك بدعم من سياسات الإنتاج الحالية وارتفاع الطلب المتوقع.
الغاز الطبيعي
من المقرر أن يستفيد الغاز الطبيعي أيضاً من ارتفاع الطلب على الطاقة.ومع تحول العالم إلى مصادر طاقة أنظف، يظل الغاز الطبيعي مكوناً أساسياً من مكونات الطاقة العالمي.
وتوقع التقرير أن تؤدي زيادة استهلاك الطاقة للتبريد خلال فصل الصيف إلى ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي، مما يدعم التوقعات الإيجابية لقطاع الطاقة الأوسع.
ويعكس هذا الارتفاع الموسمي في الطلب على الدور المحوري الذي يلعبه الغاز الطبيعي في تلبية احتياجات الطاقة بكفاءة واستدامة.
وأوضح التقرير أن علاوة على ذلك، فإن كون الغاز الطبيعي بديلاً أنظف عن الفحم والنفط يجعله لاعباً رئيسياً في التحول العالمي نحو حلول الطاقة المستدامة.
وتعطي الحكومات والقطاعات في جميع أنحاء العالم أولوية متزايدة للغاز الطبيعي في استراتيجيات الطاقة الخاصة بها للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق أهدافها المناخية.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في دعم الطلب القوي على الغاز الطبيعي على المدى الطويل، وتعزيز أهميته في مشهد الطاقة المتطور.
العوامل الجيوسياسية
وأشار إلى أن في حين أن التوقعات الحالية لقطاع الطاقة إيجابية، إلا أنها تظل عرضة لتأثيرات العوامل الجيوسياسية.ويمكن لأي تغييرات في المشهد الجيوسياسي، خاصة في مناطق إنتاج النفط الرئيسية، أن تؤثر على العرض والأسعار.
ونوه بأنه يُمكن أن تؤدي حالةعدم الاستقرار السياسي أو النزاعات في الدول المنتجة للنفط إلى تعطيل سلاسل التوريد وإحداث تقلبات في الأسعار.
ويتعين على المستثمرين وأصحاب المصلحة أن يظلوا يقظين ويراقبوا التطورات الجيوسياسية التي يمكن أن تؤثر على ديناميكيات السوق.
وعلاوة على ذلك، تلعب السياسات والاتفاقيات الدولية، مثل قرارات إنتاج منظمة أوبك، دوراً جوهرياً في رسم ملامح سوق الطاقة.
ومن المتوقع أن يستمر التفاعل الديناميكي بين قيود العرض والضغوط الجيوسياسية وتقلبات الطلب في تحديد مسار سوق الطاقة خلال الأشهر المقبلة. وبالتالي، يُعد فهم هذه العوامل وتأثيراتها المحتملة ضرورياً لاتخاذ قرارات استثمارية وتجارية مدروسة في قطاع الطاقة.
نظرة مستقبلية متوازنة
يواجه قطاع الطاقة، على المدى الطويل، فرصاً كبيرة وتحديات جسيمة على حد سواء. إذ أن التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة وكهربة مختلف القطاعات الاقتصادية يُعيد رسم خريطة مشهد الطاقة العالمي.ومن المتوقع أن يظل النفط الخام والغاز الطبيعي يلعبان دوراً محورياً في تلبية احتياجات الطاقة العالمية خلال هذه الفترة الانتقالية.
وأشار إلى أن من المرجح أن يظل الطلب على النفط الخام قوياً، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي وارتفاع استهلاك الطاقة في الأسواق الناشئة.
وستعمل سياسات إنتاج منظمة أوبك على الحفاظ على استقرار السوق ودعم استقرار الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطورات التكنولوجية في مجال إنتاج الطاقة وكفاءتها أن تؤثر بشكل أكبر على مسار القطاع.
ربع ثالث واعد
وأوضح أن مع دخول الربع الثالث من عام 2024، تلوح في الأفق مؤشرات على أداء قوي لسوق النفط الخام. ويدعم هذا التفاؤل ارتفاع الطلب نتيجة لزيادة حركة النقل واحتياجات الطاقة الموسمية، إلى جانب قيود الإنتاج التي تفرضها منظمة أوبك.وتوقع التقرير الصادر عن "ساكسو بنك" أن يستفيد الغاز الطبيعي أيضاً من هذه الاتجاهات، مما يساهم في تعزيز قوة سوق الطاقة بشكل عام.
وأفاد بأن على الرغم من أن العوامل الجيوسياسية تظل تشكل خطراً محتملاً، إلا أن التوقعات على المدى الطويل لقطاع الطاقة متوازنة، إذ سيستمر كل من النفط الخام والغاز الطبيعي في لعب أدوار جوهرية ضمن مزيج الطاقة العالمي.
ووفقا للتقرير، يتعين على المستثمرين مراقبة تطورات السوق عن كثب وإجراء التعديلات اللازمة على استراتيجياتهم للاستفادة من الفرص التي يوفرها مشهد الطاقة المتطور.