الانتظار في كل صوره يجعل الروح تضمحل وصوره كثيرة كانتظار خبر أو نتيجة، كانتظار إفراج أو عودة غائب..، صالات الانتظار سواء كانت في محطات القطار، أو المطارات أو بجانب الهاتف صالات رغم اتساعها ضيقة الجدران إلى أن يصل الغائب أو الخبر فتتسع آلاف الهكتارات وترتدي حلل زاهية وألوان ثرية بالنكهات، فإن تعثر الوصول لسبب ما أو تأخر سيعاود الإنتظار سطوته بأضعاف ما كان عليه وسيضيق بإحكام، ستتخيل لسبب ما أن الهواء تلاشى وبدأت تتنفس الإختناق.
سألت نفسي: هل هناك وصفة تهذب من وقعه على النفس؟ بعد أيام توصلتُ لكلمات قليلة بَذرت في الانتظار آداب جعلته يتهذب جعلته يستكن جعلته يرضخ، قلت فيها: كل الأمور معلقة بين أقدار الله وحده الكفيل بها وما البشر أو الأحداث سوى أسباب يسوقها الله على موعدها أو يؤخرها لأسباب لتشملهم بحلو دعائك أو ليشملوك بسعادة غامرة على أثرها تُسَر جوارحك بسخاء.
كل انتظار له أجر وأجمل الأجور في الصبر والإحتساب وكل تأخير لو فتشت في سبب معوقاته ستجد خير كثير، بعد ذلك الحديث قررت أن لاأجعل أحد ينتظر إن كان أمره عندي فدروس الحياة لاقيمة لها إن لم نتعلمها وأنا تعلمت كيف أهذب مفهوم الانتظار.
هناك انتظار يستثنى من تلك القائمة ويعكس كل تلك المعادلات جميل التفاصيل، بل قد تمدده بكامل إرادتك باختيار، ففي لحظاته بهجة وارتواء تنعكس جليا على ملامحك فتشرق بانشرح، انتظار لاينتمي للدنيا ولا يواكب البشر بل هو انتظار يشبع الحواس مرتبط بغاية عظيمة تحمل سمة روحية تلتقى بعدها برب الأكوان «لحظات انتظار النداء لإقامة الصلاة».
@ALAmoudiSheika