حَضَرتُ المسرحية وصادفت منصور بعدها في أحد الفنادق. قلت له: لماذا قتلت المتنبي بأغنية؟!
أجاب: لأنه لايمكنني سفك الدم في المسرح، المسرح له خصوصياته.
هذه وجهة نظره لكن كان يمكنه أن يقتله دون أن يهدر دما ولا أن يقتله بأغنية، ويبدو ان الرحباني مل من رائحة الدم في بيروت فلم يشأ أن يجلبه إلى مسرح دبي.
المسرحية كانت من إخراج مروان الرحباني وبطولة جمال سليمان وكارول سماحة، وشارك بها ما يزيد على 100 عارض وعارضة وممثل وخيَّال من لبنان وسوريا والإمارات و75 فرداً بين تقنيين ومصممين وعمال وعازفين من لبنان وسوريا والامارات وبريطانيا.
أتذكر أن الخيل كانت تركض وتصهل هناك على خشبة المسرح، فقد استعانوا بالخيول والخيَّاله في مشهد أراه لأول مرة على المسرح.
الرحباني إخوان «عاصي ومنصور» لعبا دورا كبيرا في عالم الموسيقى العربية وكونا ثلاثيا ذهبيا رائعا مع المبدعة الأخرى صاحبة الصوت الملائكي فيروز.
دخلوا رؤوسنا وشيدوا ذائقتنا وأثاروا شغفنا وسكبوا حلاوة الطرب فينا، ولو كانت فيروز قادرة لكانت بطلة مسرحية المتنبي.
تاريخيا قدمت فيروز مع الرحابنة إخوان مسرحيات أبرزها «بياع الخواتم» بمشاركة نصري شمس الدين في مهرجان الارز و«جسر القمر» و«جبال الصوان» و«ناطورة المفاتيح» و«البعلبكية»، و«الليل والقنديل» وغيرهم كثير.
ولن تستطيع أية مطربة أو ممثلة أن تملأ فراغ «جارة القمر» ولا الدم أن يفسد مسرحا تتألق وتتأنق فيه «سفيرتنا إلى النجوم» ذلك اللقب الذي خلعه عليها الشاعر الكبير سعيد عقل.
نهاية:
يا حبيبي كلّما هَبّ الهوى..
وشدا البلبل نجوى حُبه
لفني الوجد وأضناني الهوى..
كفراش ليس يَدري ما بهِ
كلمات الأخوين رحباني، أداء فيروز
@karimalfaleh