التحديث الأخير المختص بمنح تأشيرة الشنغن لمدة تصل إلى ٥ سنوات من المرة الأولى يعتبر توجه مميز، ولكن الواقع بعد هذا القرار أن المركز بجميع فروعه غير قادر على تقديم خدماته بشكل احترافي للمتقدمين لطلب التأشيرة، فالتعامل من قبل بعض الموظفين لا يليق أبداً بجهة تقدم خدماتها بمقابل مالي داخل المملكة، وبطريقة غير مهنية دون أي تقدير لجميع فئات المجتمع، ناهيك عن ساعات العمل وأماكن تواجد فروع المركز.
في الأسبوع الماضي كانت هناك نقاشات متعددة في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع، مما أثار لدي عدة تساؤلات؛ لماذا لا يتم رفع معدلات التوطين للوظائف داخل المركز؟ وهل نعاني من نقص الكفاءات الوطنية من الجنسين لإحلالهم في الوظائف داخل المركز؟، ومن المسؤول عن التعامل غير المهني من قبل الموظفين هناك؟، وهل جميع الموظفين داخل المركز يحملون الصفة الدبلوماسية والحصانة مما يدفعهم للتعامل بتعالي مع زوار المركز؟، وما هي الحلول التي نمتلكها لتسهيل وصول المتقدمين على تأشيرة الشنغن لفروع المركز خاصة في المناطق البعيدة عن مواقع المراكز الحالية؟، وهل هناك آلية للتنسيق مع السفارات المعنية لتوضيح مدة الموافقات بدلاً من استغلال المتقدمين لدفع مبالغ إضافية لتسريع الموافقات؟، وهل تعتبر آلية الحصول على المواعيد في المركز بمبالغ خيالية وهل هذا الأمر نظامي؟».
يتفق معي العديد في تدني مستوى الخدمة في هذا المركز بطريقة معاكسة لتوجهات تحسين جودة الحياة والارتقاء بالخدمات، ويتفق معي العديد بأننا لا نسمح بالتعامل غير المهذب لموظفي أي جهة خدمية مع المراجعين مهما كان نوعها أو مستوى تمثيلها داخل المملكة، ويتفق معي العديد بأننا لا نقبل بنقل ثقافة العمل المعقد مع التطورات الرقمية المميزة التي نعيشها داخل المملكة، وكلي ثقة بأن الجهة المسؤولة لا تسمح بهذا المستوى من الخدمات سواء كانت للمواطن أو المقيم، وما نتطلع له هو الحصول على الخدمات بشكل احترافي وتطوير آلية العمل، أو إيجاد البديل الذي يليق بنا ويتعامل معنا بشكل احترافي.
التحول الرقمي المميز يعتبر من العناوين البارزة عند الحديث عن المملكة، حيث تم تحقيق تقدم كبير في تطوير البنية التحتية الرقمية وتشجيع استخدام التكنولوجيا لتحسين الخدمات وتسهيل حياة المواطنين والمقيمين، وأصبح المواطن والمقيم على أرض المملكة معتاداً على مستوى عالٍ من الخدمات الإلكترونية عند التعامل مع جميع الجهات سواء كانت عامة أو خاصة «محلية و أجنبية»، ومن المتوقع أن نشهد تطوراً أكبر للتحول الرقمي في المملكة في ظل التنافس المتسارع في هذا المجال على الصعيد العالمي، فلماذا لا يتم اشتراط مواكبة هذا التحول والتطور على مسؤولي المركز؟.
ختاماً: لا أعتقد أن الأمر صعب للتطوير خلال هذه المرحلة قبل أن نصل لمرحلة نحتفل فيها بالإعفاء من تأشيرة الشنغن.
@Khaled_Bn_Moh