اللافت والذي قد يعني شيئ في هذه الزيارة أن الضيف الإثيوبي جاء على متن طائرة بيضاء اللون بالكامل تقريباً، وكان يرتدي بدلة غير رسمية بيضاء اللون في ذات الوقت مما أعطى إشارة لبعض المراقبين بأن الزيارة قد تكون في عنوانها العريض تصفية الخواطر وتبييض القلوب بين الجانبين بين الدولة الإثيوبية وبين حكومة الجيش السوداني، يضاف إلى هذه الإشارات الحفاوة التي استقبل بها الرجل من قبل قائد الجيش السوداني والاستقبال الرسمي الكامل ومظاهر الخصوصية والحفاوة التي أظهرها الجانب السوداني في أن يقود رئيس مجلس السيادة السيارة التي تقل الضيف وهذا وإن كان خروج عن برتوكول الزيارات الرسمية لمن هم في هذا المنصب إلا أنه يعد حالة من الخصوصية والتكريم دون أدنى شك.
والأخبار تتولى حول زيارة أبيي أحمد كان هناك سؤال يشغل المراقبين وهو من الذي تغير حتى تتم هذه الزيارة وفي هذه الأجواء الحميمة جدا؟ هل الجانب الاثيوبي غير مواقفه من أطراف الصراع في السودان بمعنى أن إثيوبيا قطعت صلاتها بقوات الدعم السريع وبالقوى السودانية التي يقال بأنها الحاضنة المدنية لقوات الجنرال حميدتي، وفتحت صفحة جديدة مع الجيش الذي كانت تقترح طوال الفترة الماضية أن يجرد من سلاحه النوعي - سلاح الطيران- وكانت تتنبأ بسقوط ماكانت تسميه بحكومة بورتو سودان وما هي الأسباب وراء هذا التغير، أم أن الجيش هو الذي تغير وقبل باتصالات جديدة مع جارة مهمة مثل إرتيريا خصوصا وأن هناك ملفات معلقة بين الجانبين تتعلق بالحدود وببعض المناطق المتنازع عليها مثل منطقة الفشقة الحدودية إضافة إلى قضايا اللاجئين السودانيين وقضايا المياة وغيرها. ومع ذلك كله هناك من يتوقع أن هذه الاستدارة الإثيوبية تعكس جملة من المشاكل داخل الدولة في إثيوبيا وهذا رأي لا يخلو من الصحة إلى حد ما.
التطورات كثيرة ويبقى السؤال إلى أي حد هذه الزيارة بيضاء.
@salemalyami