شخصي نقي كبقية عامة البشر البسطاء، حديثي أشبه ببرنامج سياحي في طبيعة خلابة بنقاء فطري، يسعد من يشاهدها ويتفاعل مع رسالتها. حديث يستعرض مشاهد مختلفة الألوان والرسائل والقناعات لهذه العقود السبعة البريئة من كل شائبة، وفق معايير المقارنات وتحليلاتها واستنتاجاتها.
تعارف البشر على أن الذهب هو معيار للحكم على جودة الأشياء في الحياة وليس جودة الأشخاص فيها. وجدت أن قدرات الأفراد أهم. مساحة الاستيعاب لكل فرد هي الذهب الحقيقي. هي جودة الفرد نفسه، تتقلص قدرات الفرد بتقلص هذه المساحة، التعليم، والخبرات، تزيد مساحتها. يقول سبحانه: «فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا» - الفرقان: 59 -
سنين من عمري مضت وأخرى باقية. لا يهم معرفة ميعاد النهاية. لكن من المهم معرفة أن علينا العمل وكأننا سنعيش الدهر كله. من المهم معرفة أن العمل عبادة. من المهم تفعيل أن نتعلم من المهد حتى ساعة النهاية. الشيخوخة ليست قيدا لكنها جني ثمار خبرة وعطاء وتعلم أيضا.
ولدت حسب ما تقرر رسميا في سجلات الترقيم البشري، يوم «1/7/1375»، مع بلوغ عمري «1/7/1445»، أكون وصلت السبعين عاما، رفعت راية التحدي رقم «70» بنجاح متقد القوة والتفاؤل. هذا يعادل حوالي «600» ألف ساعة من حياة التحدي قضيتها بيرقا شامخا، منتصرا في فضاء الحياة، تخطيت درجات سلم مراحلها منذ الطفولة وحتى وصولي مرحلة الشيخوخة. «حسب سجلات تصنيفات العمر البشرية تبدأ من نهاية السبعين وتستمر عشر سنوات».
أن يصل الفرد نهاية السبعين، فهذا يعني بلوغه نقطة انتصار تفيض بكل أنواع المشاعر. علينا أن نختار منها وفق مساحة استيعابنا، هل عملتم لزيادة مساحة استيعابكم النافعة؟
لدي قناعة بأنني وعبر مسيرة هذه السنين لم أتعمد الإساءة لأحد، أن أكون مظلوم خيرا من أن كون ظالم. علمتني هذه السنين أن كل قدر بما فيه ينضح، جعلت مشاعري الإيجابية تلتهم كل أنواع المشاعر السلبية رغم مرارتها وصعوبة هضمها.
اليوم سأعتبر مرحلة الشيخوخة درع واق لحماية شخصي من زلات ضعف المرحلة. على الأقل سأجد من يصفح ويعفو الزلات قائلا: الله يحسن لك الخاتمة، هكذا يبدأ التغاضي عن زلات أصحاب الشيخوخة، بهذا الدعوة تكون الشيخوخة مصدر الهام للقيام بأشياء وفق معايير جودة خاصة، تمليها مسيرة سنواتها العشر.
تستمد مرحلة الشيخوخة قوة مشاعرها الإيجابية من الأمل والتغاضي في ظل تعاظم تقلص مساحة الطموحات. تصبح ذات تركيز عالي وناضج. لا يهم ضبابية بعضها عند الآخرين.
سبعون عاما ويدي مفتوحة أمام كل شيء يقابلني، بفضل إرادة التحدي التي قادت سنين تلك المراحل السبعة، نشر بذورها الصالحة في نفسي استاذي «عثمان الشاعر» في المرحلة المتوسطة، مدرسة بقيق المتوسطة النموذجية. جعلها عقيدة راسخة في نفسي، تحضنها، وتحميها، وترعها، وتنميها، وتوظفها، ثم زاد عليها مشرفي الأكاديمي في مرحلة الماجستير بأمريكا بذور قيم العلم النافع. ويستمر الحديث.
@DrAlghamdiMH