الأغلب عندما يرزق بالذرية يكون تركيزه على أن يعيش أبنائه وبناته أفضل منه، ويوفر لهم الحياة التي كان يريدها لنفسه، وقد يكون أهمها، أن يعيش الابن، أو الابنة، حياة هادئة مطمئنة، بعيدة عن ضغوطات الحياة وأسرارها، وللوالدين الحق في ذلك بالتأكيد، لكن! هل من ضمن خططهما أن يهيئان هذا الابن وهذه الابنة على ما سيواجهانه فيما بعد!
نسمع كثيراً عن أولى المواجهات في الحياة، التي تظل راسخةً في ذهن راويها، لأنها لم تكن متوقعة، أو أكبر منه، أو رسمت له ندباً يخيفه من المستقبل؛ ولا ننكر بأن الأغلب سينجو ويبدأ خطوات النضج والمسؤولية منها، وبمعنى أدق «التغيير».
التغيير الذي بدأ هو رغبة جيل أن يخالف تربية الجيل الذي قام بتربيته، لقسوته، لعدم توفيره ما يريد، لأنهم خلقوا خوفاً بداخله، وغيرها مما لا يريد أن يورثه لأبنائه! ومن هنا! جاءنا جيل مختلف، وحدث بلا حرج عن بعض مواليد الجيل الحديث؛ هل في مقدرتهم مواجهة ضغوطات الحياة ومغامراتها، وتحدياتها، وهل سيصمدون أم هم في الأصل مهيئين بسبب سهولة الاطلاع والمعرفة، ووجود الرغبة فيهما.
يندب بعض الأباء والأمهات على حال أبنائهم، وما يستقبلونه منهم من سوء معاملة أو عدم وقوفهم معهم؛ لكن أليس هذا ما زرعتم! وهل غضبكما من هذه الثمرة، تجعلكما تؤذون ابنائكما الأخرين! وهل الضرب الجسدي أو اللفظي يعيد ضبط ابنكما أو ابنتكما! علماً بأن عصر الضرب قد ولى!
تدور في مجالسنا الكثير من القصص أو الندب، أو حتى التأفف من أن فلاناً لا دور له في هذه الأسرة إلا اللعب على «البلايستيشن» وآخر لا يرفع رأسه من على هاتفه، وغيرهما من لا يجلس في البيت اصلاً؛ أين دور الأبناء في الأسرة منذ البداية؟ وما هو دورهم؟
تنشئة الفرد على أن يكون فعالاً هي أولى خطوات مواجهة هذه الحياة، فإن حمل نفسه، وفعّل دورة في أسرته، لختلف وضع شخصيته، وفهمه لدوره، وكيف يستطيع أن يتكيف في أي وضعٍ أخر قد يضطر إلى أن يختبره في حياته، ويتجهز لحياته المستقبلية التي منها تجهيز فرد جديد في هذا العالم، وتمكينه ليواجه الحياة.
@2khwater