أتفهم رغبة البحث عن محيط هادئ وبعيد عن الشد والجذب، حتى إن وصل إلى التبلد أثناء النظر إلى المتحاربين على مكان، منصب، طرف آخر، والمشاحنة مع شخصية غريبة الأطوار و»غثيثة»! هل السلام نضج، أم هروب من المواجهة! هل التخلي شجاعة، أم جبن عن مواصلة الحرب لنفسك وعن نفسك! وهل التخلي هو أول قراراتك، أم آخرها!
هل يستحق؟ هل يستحق هذا المكان، هذا الشخص، هذا الشيء أن تحارب لأجله، وأن تجعل نفسك في معسكر استعدادي لأي هجوم «قد» يحدث، أو تتموج أعصابك ونبضات قلبك صعوداً وهبوطاً لأجلها؟
تطوف حولنا شخصيات لا نعرف كيف لها أن تتحمل نفسها، فما بالكم بمحيطهم الملاصق بهم، ومدى عقوبتهم الأبدية بتواجد هذه الشخصية في قصتهم! هل نصف هؤلاء الذين لا يعرفون حقيقتهم بالجهلة! أم بالرعونة! أم أنهم مازالوا لم يصلوا إلى من يعرِّفهم بهذه المعلومة بدرسٍ لن ينسوه ويظل علامة وتاريخ تؤرخ به أحداث حياتهم!
أكبر المكاسب هي راحة البال، والابتعاد عما يسبب لنا الأمراض أو الدخول في دوامة التفكير فيما لا يفيد، طالما اقتنعت بأن في التخلي جدوى عالية لنفسك ولمستقبلك ولوضعك الحالي، فلما لا!.. عندما تنظر إلى الخلف قليلاً، هل ندمت على قرارٍ اتخذته، أو رأيت أن نتائجه لم تكن هي النتائج المأمولة منه! وهل إن عاكست نفسك واتخذت قرار مختلف لكانت حياتك أفضل من حياتك الآن؟ معرفة نفسك جيداً، ومكانتك، وقدرتك، وماذا تعني، هي أول علامة نضج القرارات، فليس دفن نفسك لأجل أحدهم هي قصتك في هذه الحياة، وليس خوض الحروب وتعدد الجبهات هي الحياة التي تستحقها، ولا التخلي التام من كل شيء هو القرار الصحيح دائماً.
إن أعددت عتادك لخوض حربٍ ما، فليكن لسبب يستحق هذا الجهد، ويصب أيضاً في مصلحتك وتجميل حياتك، أم الدخول في التقليل من ذاتك لأجل شيء لا يستحق حتى أن يطرأ على بالك فهو خسارة في طاقتك، فكرك، بدنك، وقيمة ذاتك.
اختر حربك بعناية، وتأكد أن في بعض التخلي قوة أشد من هذه الحرب التي قد لا تنتهي خسائرها أبد العمر.
@2khwater