وقال إن الأمراض الروماتيزمية هي أمراض مناعة ذاتية تهاجم أعضاء ومفاصل الجسم نتيجة نشاط المناعة الزائد، ويؤدي الصوم المتقطع إلى تحسن ملحوظ في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي، وانخفاض سرعة الترسيب «التي تكون مرتفعة في التهاب المفاصل»، وزيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم المهمة في تسكين الألم، مما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل، ونقص النفوذية المعوية، وبالتالي تنقص المعقدات المناعية والداخلية في تركيب الروماتويد.
تخفيف آلام التهاب المفاصل
وأشار د. حسين، إلى أن هناك عدة دراسات عالمية ربطت علاقة الصوم المتقطع بتحسن مرضى الروماتيزم، إذ كشفت دراسة بريطانية أن الصيام عن الطعام بانتظام، كفيل وحده بتخفيف آلام معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل المزمن، فالصوم المتقطع يعتبر طريقة قوية وفعالة للتخفيف من أعراض التهاب المفاصل وتعزيز نظام المناعة في الجسم، كما تحسنت حالات التصلب والخشونة، وعدد خلايا الدم البيضاء والآلام بشكل كبير.ولفت إلى أن مفهوم الصوم المتقطع وفوائده على صحة الإنسان بدأ منذ عام 2014 وخصوصاً في بريطانيا، ويقصد بهذه القاعدة أن هناك بعض الأوقات من اليوم أو الأسبوع أو الشهر ينقطع فيه الإنسان عن تناول الأكل.
وهناك عدة أمثلة للصوم المتقطع، أشهرها أن يصوم الفرد عن الأكل لمدة 16 ساعة يسمح فيها بتناول الماء فقط و8 ساعات يأكل فيها، فإن ذلك يخلص الجسم من السموم، ويجدد نشاط الخلايا، ويعزز عمل آلية الجهاز الهضمي، ويقلل من الوزن، وينعكس فوائد ذلك على أعضاء الجسم.
الصوم المتقطع
وأشار إلى أن هناك طريقتان للصوم المتقطع، بإمكان الفرد أن يختار الطريقة المناسبة له وهي: الطريقة الأولى: 16:8 ساعة، وفي هذه الطريقة تقتصر فترة الأكل اليومية على 8 ساعات فقط، وخلال 16 ساعة يتم شرب الماء فقط.والطريقة الثانية: 2:5، وتتضمن تناول الأكل بشكل طبيعي على مدار 5 أيام في الأسبوع، مع الصوم وخفض عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد في اليومين المتبقيين من الأسبوع ما بين 500-600 سعرة حرارية.
وهناك طريقة ثالثة ولكنها تعد الأقل صحياً وهي عدم الصيام المتقطع، ولكن يتم فيها الاستغناء عن وجبة العشاء، أي تناول وجبتين في اليوم فقط، وملاحظة ورصد فروقات الوزن.
وتابع د. حسين قائلاً: إن الدراسات أثبتت أن للصوم المتقطع فوائد عديدة على صحة الجسم، فهو يساعد على إفراز الهرمونات ومنها تعزيز نشاط وجودة وتركيز هرمون النمو الذي له دور في نمو أنسجة الجسم وحرق الدهون، ما يساعد على خفض الوزن.
كما أثبتت الدراسات أن الصوم المتقطع يزيد من حساسية مستقبلات الإنسولين، وهذا الأمر يشكل من أهم الأسس في علاج السمنة وعلاج السكري النوع الثاني، كما يخلص الصوم المتقطع الجسم من الأنسجة التالفة وبناء الأنسجة الجديدة التي تحسن من صحة الشخص.
كما كشفت الدراسات أن الصوم المتقطع له دور في تحسين نمط الجينات التي لها دور في برمجة خلايا الجسم على مدى الحياة ودفاعه لبعض الأمراض المزمنة ومنها السمنة والسكري والضغط وغيرها من الأمراض.
وخلص د. حسين إلى القول: يعتبر الصوم المتقطع من أهم الطرق الوقائية في تقليل آثار العمر على خلايا الجسم، فمع قاعدة الصوم المتقطع وعند التقدم في السن فإن الخلايا تحافظ على نشاطها وحيويتها، فيبدو الشخص أقل من سنوات عمره الحقيقي.