لمعرفة درجة أهمية الـزواج أنه كان يستخدم كأداة دبلـوماسية لتحقيق تحالـفات سياسية واجتماعية في العصور الـقديمة، وقد ساهم بشكل كبير في تغيير مسار الـعلاقات بين الـدول والـشعوب المتحاربة وتشكيل العالم الذي نعرفه اليوم. أما علـى مستوى الأفراد، فالـزواج هو عقد رسمي وشرعي أمام الله والـناس بين رجل وامرأة تعاهدا علـى تأسيس أسرة وحياة مشتركة المفترض أنها لآخر يوم في حياتيهما، ولذلك يعتبر قرار الـزواج قراراً مصيريّاً، إذ بإمكانه قلـب حياة الشخص رأساً على عقب وتحويلها لجحيم أو نعيم.
لـذا، من المهم جداً أن يناقش الـطرفان مفهوم الـزواج وأهدافه من منظور كلٍّ منهما وماذا يتطلعان لتحقيقه من أهداف شخصية من خلال الزواج.
من أهداف الـزواج المتعارف عليها علـى سبيل المثال لا الحصر، تحقيق الاستقرار الـعاطفي، وتلبية الغرائز الـفطرية، الـتكامل في المسؤولـيات والأدوار، تكوين أسرة وإنجاب أطفال لاستمرار النسل والحفاظ على استدامة المجتمع، الـدعم المتبادل، الـنمو والـتطور علـى الصعيد الشخصي.
من المهم أن يفهم المقبلان على الـزواج أهداف الـزواج عامةً وأهداف كلٍّ منهما الـشخصية خاصة وتحديد الأهداف التي يلتقيان أو يتعارضان فيها، ثم إذا ما كانت تلك الأهداف تتوافق أو تتعارض مع أهداف الزواج.
ويتبادر لذهني مقطع فيديو عبارة عن كوميديا ساخرة حيث يعرض الـفيديو مراحل تغير متطلـبات الـشباب المقبلـين علـى الـزواج في زوجات المستقبل خلال السنين الماضية حتى وقتنا الحالـي، في وقت ما، كانت الـفتاة الموظفة غير مرغوبة من الـشباب، حيث كان الاعتقاد الـسائد أن النساء مكانهن المنزل، ثم أصبحت الزوجة الموظفة مقبولـة إذا كانت إما مدرسة أو تعمل في مكان لا يوجد فيه اختلاط. بعد ذلـك، أصبحت الموظفة سواء مدرسة أو غيره، مطلوبة ومرغوبة لتساعد الـزوج في تكاليف الحياة، أما الآن فقد أصبحت الـزوجة الموظفة ضرورة حتمية بالنسبة لبعض الشباب لتصرف عليه وعلى المنزل! في المقابل، أتذكر قصة فتاة كانت تتنظر أي عريس يدق بابها وستوافق عليه فوراً كي تخرج مما أسمته بجحيم أهلها وتنال حريتها فقط لأنهم كانوا يحرمونها من الخروج متى شاءت، وأخرى كانت تدعو الله ليلاً نهاراً أن يرزقها بعريس لتترك الـدراسة وتتفرغ لـلـنوم والحفلات والـسهرات والـسفر والمطاعم والمقاهي والـتسوق من أغلـى الماركات ويجب على زوجها أن يدفع مقابل كل ذلك بأي طريقة، حتى لو أصبح مديوناً. من القصص السابقة يتضح لنا كيف بإمكان أن يتحول الـزواج من مشروع إنساني لمشروع تجاري حين يكون هدف الـفتاة الاقتران ببنك وهدف الـشاب الـزواج من دجاجة تبيض له ذهباً!