من الكلمات المسمومة التي مرت على الكثير إن لم يكن جميع الطيبين الذين يحتاجهم هذا العالم: أنت مسيكين أو أنت مسيكينة! إلى متى وأنا أقول لك؟! وقد يتبع كلمة «مسيكين» أو «مسيكينة» كلمات أسوأ تدمر البيوت وتقتل الطموحات، فيقال للزوج: أنت مسيكين...زوجتك وأهلها يتلاعبون بك، فيصدق ويتحول لعكس شخصيته الجميلة التي كان عليها، وقد تقال للزوجة: أنت «مسيكينة» إلى متى وأنتِ تحت السيطرة الذكورية؟ فتصدق وتبدأ في السعي للخروج من دائرة المسكنة، وتدمر بيتها!
وقد يقال لصاحب مشروع نشط: أنت «مسيكين»، هل تظن أن هذا المشروع سينجح، فيُصدق ويتراجع!مسكين أو مسيكين أو مسكينة ليست تهمة أبداً، ولكنها قد تدمر القابل للتدمير، وعندما نقرأ كتب السيرة نجد أنها قد قيلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دعاة الفساد، ومحاربي النجاح، فكانت إحدى مقولاتهم الهدامة: ألم يجد الله لحمل رسالته إلا هذا اليتيم المسكين؟!ما كان الله ليترك كبار أهل مكة والطائف ويتخذ هذا المسكين رسولاً!، وكما ذكر عنهم الرب جل جلاله: « وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم».
وقد كان رد رب العالمين حاسماً: «أهم يقسمون رحمة ربك»، فالوحي والرسالة ومثلهما التوفيق والنجاح والستر والاستقرار رحمة من الله، وليس للبشر قدره على منحهما أو منعهما، « الله أعلم حيث يجعل رسالته»، والله سبحانه أعلم بمن يمنح له التوفيق والنجاح، وكان رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السير في مشروعه العظيم وتجاهلهم، بل رفع شأن المساكين، وقال: « قمت على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين...».
لا مشكلة أن تكون مسكيناً، ولكن المشكلة أن تكون ألعوبة، فتدمر ما أنعم الله به عليك.
@shlash2020