أي ظرف صعب نمر به تعرف أنه اختبار لك، سوف تعيش تجربة هذا الاختبار وتحترم مدة الاختبار وتتقبل كل أبعاده وأجزاءه ومراحله لأنك تعلم إنها فترة وتنتهي وهذه أساس الحكمة من ذلك، والمعاناة في هذه التجربة هي اختيارك..!!
لذلك لما شبهنا الاختبار في المدرسة بالاختبارات والابتلاءات في الحياة إما أنك تتقبلها ويتم التسليم لها وتعيشها وتنتهي وتستمر الحياة، إما انك تعيش في معاناتها طول حياتك وهذا من اختيارك..!!
وعندما تتعدي كل الاختبارات والابتلاءات وتتحمل الألم وتنجح من الخروج منها بقوة وإرادة جديدة، هذا هو الأصح لأنك قبلت وسلمت لأمر الله..!!
ولكن هناك أشخاص يعيشون ويموتون ويظلون بنفس الألم ولم يتخطوه، ويعانون من هذا الألم ولم يختاروا الانتقال، بل اختاروا المعاناة والرفض والبقاء مع المعاناة الدائمة وهذا أكبر خطأ ..!!
السؤال هنا لكل واحد يعاني في حياته هل تستطيع أخذ قرار واعي الآن بالتحرر من معاناتك ؟ وهل المعاناة حقا اختيار ..؟!!
دعونا نتكلم بكل صراحة نتفق كلنا أننا لسنا قادرين من منع الألم أن يلمس حياتنا، لكن حتما تستطيع التحرر من هذا الألم بالقبول وتحدي الألم..!!
قوة الاختيار قوة كبيرة جدا لكن الأهم كيف تستخدموها في حياتكم لان هذه القوة التي نتقوى بها عندما نفقد أشخاص وعندما نحزن، نتألم، الفقدمن أشد الآلام التي يواجهها الشخص في الحياة لكن كل ما سلمت أمرك لله وتقبّلت الألم وعشتها وخرجت منها، هي النجاح لأنك لم تنحصر في دائرةالمعاناة أبداً..!!
كلنا تألمنا بالحياة بطريقة أو بأخرى ولكن ليس كل من تألم ما زال يعاني، ففي بداية أي تجربة تكون قاسية وصعبة ما نمر به من الصدمات بالغضب والحزن وبعدها نبدأ نهدأ، ونبدأ باستعادة توازننا مع السعادة والحياة الآتية وهذه هي قوة الاختيار بالخروج من الألم بعد ما عشته بكامل مراحله..!!
شمعة مضيئة :
لكي تعيش حياة طبيعية عليك التحرر من الألم وترجع تعيش حياة سعيدة، كلنا نمر بالألم والحزن، لكننا نعود نتمالك أنفسنا ونعمل توازن للعيش بالحياة..!!
التجربة المؤلمة انتهت ومرت وعبرت وأصبحت تنتمي إلى زمن الماضي، وأنا موجود في الحاضر ولن اختار الرجوع والعيش في شئ مضى ولا جدوى منه لأنه مكتوب من الله ومقدر...!!
بمعني أن تكون موجود بكل ببساطة، موجود حيث يوجد جسدك، أغلب الناس يكون جسدهم موجود في مكان والفكر بمكان آخر، عليك الانتقال من التفكير بالماضي إلى الجسد وتحول الطاقة الفكرية إلى طاقة جسدية أي في الحاضر وعيش حاضرك الآن..!!
الأهم في الألم الشعور بالامتنان لله، الامتنان يخلق طاقة جبارة بالتسليم لله - سبحانه وتعالى - وكل ما يحدث لنا هي خيرة من الله والله يرسل لنا رسالة وكل ما يعطينا من ألم ووجع هي رسالة بأن نتعلم من هذا الألم ونواجهها ويعلمنا الصبر والقوة والتحمل وهذه رسالة عظيمة للإنسان.
من محطة التعامل مع الألم أُحدثكم..»
قلمي
@Sa_Alaseri