تحتضن المملكة العديد من الأماكن الأثرية التي تجسد تاريخاً عريقاً وحضارة غنية، والتي حظيت بالاعتراف العالمي بانضمامها إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي. في قلب هذه القائمة، تبرز مدائن صالح، أو الحجر، كواحدة من أهم المواقع الأثرية في المملكة، حيث تروي أطلالها حكايات الأنباط القديمة وتحتضن قبوراً منحوتة بدقة مذهلة في الصخور الرملية، كما تتألق الدرعية التاريخية بروعة هندستها المعمارية وقصورها الطينية التي تعكس أصالة التراث النجدي. ولا يمكننا نسيان الواحات الخضراء في منطقة الأحساء، التي تحتضن مساحات شاسعة من النخيل وتاريخاً يمتد عبر القرون، مما جعلها رمزاً للتناغم بين الإنسان والطبيعة .
الفاو التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو قبل أيام وهي المعروفة تاريخياً باسم «قرية الفاو»، إحدى المواقع الأثرية الهامة في المملكة، وتقع في منطقة الرياض على حافة الربع الخالي، كانت الفاو عاصمة لمملكة كندة الأولى من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، واشتهرت بكونها مركزاً تجارياً وثقافياً مهماً في شبه الجزيرة العربية، وتحتل موقعاً أثرياً بارزاً، حيث كشفت التنقيبات الأثرية فيها عن العديد من المعالم البارزة، مثل المنازل والمعابد والأسواق، بالإضافة إلى العديد من النقوش والكتابات التي توثق تاريخ وثقافة المنطقة.
الاهتمام بالفاو يعكس الجهود المستمرة لحماية وترميم التراث الثقافي السعودي، وهي جزء من الرؤية الشاملة لتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية في المملكة.
وبتسجيل منطقة الفاو الأثرية على قائمة التراث العالمي في اليونسكو حققت المنظومة الثقافية مستهدف رؤية 2030 في عدد المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي، برؤية وتوجيه عراب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله -.
- ومضة : يقول إيليا أبو ماضي:
وما كانَ قَدرُ المَرءِ إِلّا بِأَثرِهِ .. فَكُن صَالحَ الأَعماَلِ في الخَيرِ تَرتَقي»
نعم فاو تُعيد كتابة التاريخ حيث أصبحت مدينة الأجداد رمزًا عالميًا على قائمة اليونسكو».
@raedaahmedrr