ينظر الإنسان للجمال ومع استدامة رؤيته يعْبُرُ عليه دون أن يُدرك مدى روعته ولا يتأمل زوايا بهجته يحسبه أمر مسلم به، وأحيانا يعتقد أنه سببه كصاحب تلك الحديقة التي»أُحيط بثمره».
أحيانا يتنبه البعض للجمال الذي أعتاد عليه سواء كان حسيا أو معنويا إثر تأمل تَبَعَ أمر ألم به أو خطب تعرض له أو هم غلف روحه فيتجلى له ويفطن لتلك النعمة التي اعتادها وغفل عنها فبهت شعوره تجاهها فيقدرها ويضاعف تقديرها ويخضعها لحسبة دقيقة ويعيد احتسابها فيُعيد تقديره لمواضع الجمال التي اعتاد عليها.
من الجماليات التي يفوتنا تقدير جمالياتها جمال العلاقات الأخوية فقد ولدنا وهي حولنا وتشبعت مشاعرنا بها قبل أن نتأملها ونفهم أبعادها ونحللها فنحن نحب من نشأنا معهم وارتبطنا بهم وقضينا جزء من حياتنا معاهم نشاركهم الإحساس بالمناسبات، فنفرح سويا ونحتفل سويا ونتقاسم معهم آلمهم ويتقاسمونها معنا إثر وعكة تعرضنا لها أو موقف مُر سكب دموعنا فتشاركنا لحظات مُرّنا واقتسمنا سويا مذاقات حلونا، جمعتنا صور والتقاطاتها عبرت عنا بكل وضوح فنحن في تلك الإلتقاطة نرافق رفقاء الرحم فنظهر دون ادعاء كما نحن، عناق الأخوة ومصافحتهم رغم روعة الشعور الذي تتشربه روحنا لا نفطن إلى عمقه وحاجتنا له إلا حين نفتقد أحدهم أو يغيب عن مناسبتنا فتبقى زاويته خاوية وتبقى الصورة مهما اكتملت جمالياتها ناقصة.
أحيانا تفوتنا تفاصيل مهجة الشعور التي تخلقها زمالات العمل لأننا نترافق طوال أيام الأسبوع وتنتهي نهايته بسرعة لنعاود اللقاء، فيجمعنا المكان ونتقاسم المهام ونكمل أدورا بعض، فإن فرقتنا طول إجازة أو قل لقائنا اليومى واقتصر على لقاء يوم بعد عدة شهور استوعبنا كم كان زماننا معهم لا يُوفّيه في الوصف شعور.
للحياة الكثير من تفاصيل عميقة الجمال يجب أن تنظر لها كل يوم بعين مقدرة لكي تتنبه لروعتها في حينها ولا يحسرك عليها الزمان إذا مر.
@ALAmoudiSheika