لماذا سحبت جوجل إعلان "جيميناي"؟
سحبت شركة "يوتيوب" التابعة لجوجل إعلانًا أوليمبيًا لبرنامج المحادثة الآلي جيميناي بعد ردود فعل العنيفة على الطريقة التي صور بها الإعلان فتاة صغيرة تستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة رسالة للمعجبين.ما هو تطبيق "جيميناي"؟
أطلقت جوجل تطبيق "جيميناي" المعروف سابقًا باسم براد العام الماضي بعد الارتفاع الكبير في شعبية برنامج "شات جي بي تي" من شركة "أوبن إيه آي"، حتى يكون منافساً له وأداه تساعد المستخدمين بعدة صور وأشكال في دعم أفكارهم وتلبية طلباتهم.وطلب الأب المساعدة من جيميني قائلًا "جيميني ساعد ابنتي في كتابة رسالة تخبر سيدني بمدى إلهامها لها" وهو الأمر الذي ترجمه جيميني بكتابة الرسالة وبعد ذلك يعرض الإعلان بإيجاز المسودة التي أعدها جيميني وينتهي بلقطة للفتاة الصغيرة وهي تركض على مضمار مع نص مكتوب عليه ”قليل من المساعدة من جيميني”.
شاهد أيضاً: صور| "بصير" يوظف الذكاء الاصطناعي لتعليم المكفوفين في الأحساء
لا يزال الإعلان متاحًا للمشاهدة على موقع يوتيوب ولكن تم إزالته من منصات البث حيث تم عرضه بشكل متكرر في الأسبوع الأول من دورة الألعاب الأوليمبية.
ماذا قالت جوجل؟
حول ذلك قال متحدث باسم جوجل:"على الرغم من أن الإعلان تم اختباره جيدًا قبل بثه إلا أنه بالنظر إلى التعليقات الواردة قررنا التخلص التدريجي من الإعلان حول دورة الألعاب الأولمبية".واعتبر أن جوجل لا تزال ترى أن التطبيق يساعد في توفير "نقطة بداية" لكتابة الأفكار.
وجاء في بيان: ”نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة رائعة لتعزيز الإبداع البشري ولكن لا يمكن أن يحل محله أبدًا لقد كان هدفنا هو إنشاء قصة حقيقية للاحتفال بفريق الولايات المتحدة”.
اتهامات بقتل إبداع الأطفال
دافعت شركة جوجل عن الإعلان لكن ردود الفعل العنيفة استمرت في اكتساب القوة متهمة الشركة بتشجيع استخدام الأتمتة والذكاء الاصطناعي بدلاً من تنمية وعي وتفكير الأطفال وخطر اعتمادهم على مثل هذه البرامج.رفض مستقبل الذكاء الاصطناعي
وعلقت شيلي بالمر أستاذة الوسائط المتقدمة في كلية "إس آي نيوهاوس" للاتصالات العامة بــ"جامعة سيراكيوز" في منشور على مدونتها انتشر على نطاق واسع :"أرفض بشكل قاطع المستقبل الذي تعلن عنه وتقدمه جوجل للذكاء الاصطناعي”.اقرأ أيضاً: خلال أشهر.. تحديثات مرتقبة بهاتف أيفون بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي
وأضافت أن التكنولوجيا تقدم ”مستقبلًا أحادي الثقافة حيث نرى انخفاضًا في الأفكار البشرية الأصلية".
جوجل ليست الوحيدة
لا تعد جوجل الشركة الوحيدة التي تواجه انتقادات بسبب إعلاناتها التي تروج لاستبدال المهام الإبداعية بالذكاء الاصطناعي.وأثار البعض بما في ذلك الموسيقيون والفنانون التشكيليون القلق بدق ناقوس الخطر بشأن عمل الذكاء الاصطناعي معهم وهو ما كان قضية محورية في إضراب كتاب هوليوود العام الماضي.
كما رفع آخرون دعاوى قضائية ضد شركات التكنولوجيا بشأن الاستخدام الفاسد لأعمالهم المحمية بحقوق الطبع والنشر وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
واجهت شركة "آبل" ردود فعل عنيفة مماثلة في وقت سابق من هذا العام عندما أطلقت إعلاناً يظهر رموز وعلب طلاء وآلات موسيقية يتم سحقها بواسطة مكبس هيدروليكي عملاق ليتم استبدالها بجهاز آيباد برو على أنغام أغنية سوني آند شير "كل ما أحتاجه هو أنت" وقد سارعت شركة أبل إلى الاعتذار عن "فشلها" في الإعلان.
سباق الذكاء الاصطناعي
زادت أحجام مبيعات الهواتف الذكية في الولايات المتحدة بشكل أسرع على مستوى العالم مع ارتفاع بنسبة 60% على أساس سنوي.تتجاوز مبيعات آبل آي آو إس مبيعات آندرويد بحصة 52% من السوق.
كما كان أداء العلامات التجارية المحلية جيدًا في البر الرئيسي للصين.
وكان للذكاء الاصطناعي تأثير متزايد على قرارات الشراء لدى المستهلكين حيث قال 11% من مشتري جهاز جوجل بيكسل أن الذكاء الاصطناعي كان سببًا رئيسيًا لاختيار هواتفهم.
التحديات والفرص المستقبلية
بالنسبة لأقسام التسويق، قد يكون المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بمثابة سلاح ذو حدين ففي حين يعد بتبسيط إنتاج المحتوى إلا إن المخاوف بشأن المعلومات المضللة التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تزداد مما يشكل تحديًا للعلامات التجارية للحفاظ على الأصالة والثقة.ومع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يتسارع تأثيرها على التجارة.
ومن الممكن أن تؤدي الإصدارات المستقبلية بما في ذلك الإصدارات المتعددة الوسائط التي تتضمن قدرات الصور والفيديو إلى موجة جديدة من الابتكار عبر الصناعات.