واصل مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمكة المكرمة جلساته مساء يوم الأحد، إذ عقدت الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان "تجديد فهم الخطاب الديني ودوره في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال".
ورأس الجلسة وزير الأوقاف والإرشاد في جمهورية السودان د. أسامة حسن البطحاني، وأكد فيها أن وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية، تضطلع بأدوار محورية في الدعوة إلى الله، وتحصين الأمة الإسلامية من خطر الأفكار والعقائد الهدامة وتبذل جهودا مضيئة، للذود عن حياض الدين الحنيف والدفاع عنه.
جهود الدعاة والأئمة
كما قدم رئيس مجلس العلماء في جمهورية الكاميرون الشيخ محمد مال بكري ورقة علمية، أوضح فيها أن موضوع المؤتمر يأتي في ظل ظروف ومتغيرات تتطلب المواكبة في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية، ما يستدعي بذل الجهود من قبل الدعاة والأئمة، لتصحيح المفاهيم ومواجهة المخاطر.
وأوضح أن هناك تجديدًا محظورًا يتنافى مع الأصول الشرعية ينادي به متطرفون يتبنون أفكارًا متطرفة نتيجة القصور العام.
وركز بكري على أهمية بيان الأسس التي تقوم عليها دعاوى التجديد للخطاب الإسلامي، وربطه بالثوابت الشرعية، مع بيان أهمية ضابط التجديد على منهج السلف الصالح مع ضرورة استيفاء الأدوات اللازمة لتفسير النص الشرعي.
إضافة إلى بيان خصائص الإسلام ومنها العالمية والاعتدال والصلاح لكل الأزمنة والأمكنة.
تجديد الخطاب الديني
وفي ورقة علمية قدمها رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد الشيخ محمد خاطر عيسى، أوضح أن تجديد الخطاب الديني واجب شرعي، لأن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 من يجدد لها أمر دينها، ما يجعله ضرورة حتمية ليظل الدين جزءًا أساسيًا في الحياة اليومية.
وتناول التحديات التي تواجه تجديد الخطاب الإسلامي، ومنها رؤية المتطرفين بشأن تجديد الخطاب الديني، والاستسلام المطلق للواقع وتحريف النصوص الشرعية.
وأوضح أن تجديد الخطاب الديني يختلف ويتنوع في مجتمعاتنا الإسلامية.
بحث أسباب التطرف
في سياق متصل، ألقى رئيس المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك الشيخ حسن كازوفيتش ورقة علمية، أوضح فيها أن البوسنة والهرسك من الدول التي عانت آثار العنف، مشيرًا إلى أن هناك تسيسًا واضحًا ومتعمدًا لهذه الظاهرة، وإلصاقها بالمجتمعات الإسلامية.
وأعرب عن أمله في أن يرسم المؤتمر الحدود بين الغلو وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، مؤكدًا أهمية البحث في أسباب التطرف، وأننا نحتاج إلى تطوير الخطاب الديني الذي يلبي احتياجات الأجيال الجديدة ويواكب فهمها، مع أهمية استخدام وسائل التواصل المعاصرة لإيصال الخطاب الديني عبر العالم الافتراضي.
تعزيز مبادئ الوسطية
وفي الجلسة الرابعة التي جاءت تحت عنوان "خطورة الفتوى دون علم أو تخصص، وأثر انحرافها على منهج الوسطية والاعتدال، مع بيان ضوابط الحديث في الشأن العام"، ورأسها مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، قال فيها: "نأمل أن يعزز هذا المؤتمر مبادئ الوسطية، وأن تكون على مستوى التحديات التي تواجهها الأمة جراء دخول غير المؤهلين والمتاجرين المتكسبين بالفتوى، وما يحمله من خطر عظيم يحتاج إلى تكاتف الجهود لضبط الفتوى وبيان الحق".
مركز موحد للفتوى
وقدم رئيس إدارة مسلمي القوقاز في أذربيجان فضيلة الشيخ شيخ الإسلام حاج الله شكور باشا زادة، ورقة علمية طالب فيها بتأسيس مركز موحد للفتوى بمكة المكرمة، يتماشى مع مستقبل الأمة الإسلامية.
وأكد مفتي ورئيس المشيخة الإسلامية في ألبانيا الشيخ بويار سباهيو، أن المفتي يجب أن يكون على دراية كاملة بالعلوم الشرعية حتى لا يفتي دون علم، ما يؤدي إلى نشر النزاع والشقاق وضياع الحقوق، مشددًا على أهمية الفتوى، ومطالبًا بالرجوع إلى أهل العلم من دون اجتهاد شخصي.
الحاجة إلى الفتوى الصحيحة
وأوضح المفتي العام بجمهورية أوغندا د. شعبان رمضان مابواجيفي في ورقته، الحاجة الماسة للفتوى الصحيحة في العصر الحاضر، إذ كثرت النوازل والأحداث وتعددت طرائق الجرائم والجنايات، ما يستلزم إعادة النظر في الفتاوى التي تلامس أمور الناس، وأن يكون المفتي على دراية بالمصالح الشرعية.
فتاوى غير منضبطة
وأشار المفتي العام لجمهورية كازاخستان الشيخ أرشاد أون غار في ورقته، إلى وجود فتاوى غير منضبطة ممن يتسرع في الفتوى قبل إصدارها بشروطها وأركانها، ما يتطلب سن قوانين لمؤسسات الإفتاء لضبط الفتاوى من خلال ميثاق للفتوى بين المجامع الفقهية.
وأكد المفتي العام ورئيس مجلس علماء المركز الإسلامي في طاجيكستان سعيد مكرم زادة في ورقته، أن الفتوى لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، ويجب على وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية إشاعة عظمة مكانتها.