واصل مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمكة المكرمة جلساته مساء أمس الأحد التاسع والعشرين من شهر المحرم لعام 1446هـ.
وعقدت الجلسة الخامسة تحت عنوان" تعزيز المواطنة في دول العالم الإسلامي وأثره في استقرار المجتمعات الإسلامية وحديث عن الخصوصية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية" التي رأسها وزير الشؤون الإسلامية في جمهورية المالديف الدكتور محمد شهيم علي سعيد.
المواطنة وفق وثيقة المدينة
وتضمنت الجلسة تقديم ورقة علمية من الأمين العام لهيئة العلماء في موريتانيا الشيخ ولد صالح عرف فيها المواطنة بأنها الانتماءُ للوطن والتَّعَلُّقُ به وَحُبُّه وَالْإِخْلاَصُ لَهُ وَالتَّضْحِيَةُ مِنْ أَجْلِهِ، وأن الدولة الوطنية هي التي تحمي الوطن والمواطن، والفرد فيها يتمتع بمزايا الانتماء للدولة والدولة أيضاً تتمتع بولاء الأفراد وخدماتهم وتعترف بجميع أفرادها، وبحقوقهم وواجباتهم، بغض النظر عن دينهم ومعتقدهم، وتمكن أفرادها من ممارسة أنشطتهم.
وبيّن ولد صالح أن "وثيقة المدينة" مع غير المسلمين والتي عقدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أسست لحقوق المواطنة، ورسمت معالم الدولة الوطنية، التي تعترف بحقوق مواطنيها، وتضمن لهم الأمن والأمان على أنفسهم وممتلكاتهم ولا تكرههم على الدين، مبيناً أن الدولة الوطنية في عصرنا بمختلف أشكالها، من ملكية جمهورية، وبرلمانية فدرالية.. لها مشروعيتها وهي مطالبة بتحقيق المقاصد التي لأجلها وجدت الدولة، وأن هذه الدول المعاصرة التي أغلب سكانها من المسلمين وحكامها منهم، هي دول إسلامية يحكم لها بذلك، ويحكم للأفراد بخصوصياتهم.
وقال ولد صالح " إن واقعنا المعاصر يختلف عن سابقه وما يمليه الحال من دار مختلطة تجمع بين المواطن والمقيم والموظف والعامل والمؤمن يجعل من الضروري النظر إلى الواقع والمقاصد والحكم" لافتاً إلى أن الانفتاح الذي ينسلخ من الإسلام يفضي بأصحابه إلى الإلحاد وأن الجمود الذي يدخل فيه ما ليس منه يفضي بأصحابه إلى التطرف والإرهاب.
وشدد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى الإسلامي في أفريقيا الوسطى الشيخ عبدالله واسلغي في ورقته على أهمية تعزيز المواطنة، في مجتمعات دول العالم الإسلامي في ظل العولمة الثقافية بالتركيز على التربية والتعليم والتدريب، وإنشاء الصناديق الوقفية، لدعم البرامج الهادفة.
توحيد كلمة المسلمين
وطالب المفتي العام لمسلمي قرغيزستان الشيخ عبدالعزيز ناذر بيكو فيتش ذاكروف في ورقته العلمية بتوحيد كلمة المسلمين وخاصة العلماء بما يحقق النهوض بالأمة في كافة العلوم، لنشر رسالة الإسلام الوسطية، مع تنشيط الدعوة الإسلامية، لتحقيق الفهم الصحيح وفق الكتاب والسنة.
وفي اتجاه متصل قال مستشار وزير الداخلية للشؤون الدينية في السنغال الدكتور سراج شعيب كيبي في ورقته العلمية إن الوطنية والمواطنة ركائز مهمة تقوم عليها الأوطان، لتحقيق نموها وتقدمها واستقرارها، معتبرها مفهوماً أساسياً لتنظيم العلاقات بين الأفراد والحكومات، لتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن لتحقيق تماسك النسيج الاجتماعي في ظل التحديات الراهنة، مبيناً أن من أهم مسؤوليات المؤسسات الإسلامية المختصة وضع إستراتيجيات واضحة لمواجهة الأفكار الشاذة والتيارات الدينية المتطرفة التي تعمل ضد اتجاهات تعزيز الوطنية.
استعراض تجارب وزارات
وفي الجلسة السادسة التي عقدت تحت عنوان "تبادل الخبرات في تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة والبرامج المنوطة بهم والمسؤوليات الموكلة إليهم، مع استعراض تجارب وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في المواصفات الفنية والمعمارية في بناء المساجد وصيانتها" والتي رأسها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية للمشروعات والصيانة المهندس أسامة بن حمد الجفال نوقش خلالها التجربة السعودية في بناء وصيانة وترميم المساجد في مناطق ومحافظات المملكة، كما شارك في الجلسة رئيس المجلس الإسلامي في موزنبيق ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية الشيخ أمين الدين محمد إبراهيم والذي قدم ورقة علمية في هذا الشأن.