DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

موجة الحر القاسية في أوروبا الشرقية تهدد إمدادات الغذاء العالمية

موجة الحر القاسية في أوروبا الشرقية تهدد إمدادات الغذاء العالمية
الأخبار الاقتصادية على منصة «إكس»
أدت شدة الحرارة وندرة المياه في أوروبا الشرقية إلى تراجع المحاصيل وتعطل سلاسل الإمداد الزراعية وهو ما يطرح مخاوف من حدوث أزمة غذائية غالمية جديدة وسط تطرف الطقس، وفق ما ذكرت شبكة دويتش فيله الألمانية.

صيف حار ينتظر العالم

تمر أوروبا الشرقية بصيف حار وجاف في عام 2024. وفي أوكرانيا التي تعد أحد أكبر المصدرين الرئيسيين للذرة في العالم ارتفعت درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) في يوليو وهو أمر غير معتاد في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، تعاني رومانيا المجاورة من الجفاف منذ عدة أشهر مما منع الحشرات من تلقيح نباتات الذرة في إحدى الدول الرئيسية الموردة للذرة في الاتحاد الأوروبي. وتقول تاتيانا أدامينكو من قسم الزراعة في المركز الأوكراني للأرصاد الجوية المائية إن هذه الظاهرة شهدتها أوكرانيا أيضًا.
اقرأ أيضاً: "الغذاء والدواء" توقع غرامات بأكثر من 4.5 مليون ريال على منشآت مخالفة
وقالت أدامينكو لوكالة بلومبيرج الأمريكية :"لقد لاحظنا درجات حرارة أعلى من 35 درجة لمدة عشرة أيام في يوليو والتي في ظلها لا يقوم النحل بعملية التلقيح المعتادة مع مثل درجات الحرارة هذه"، مضيفة أن التقديرات الأولية تشير إلى أن حصاد الذرة الأوكراني "سيكون أقل بنسبة 20 إلى 30٪ من المتوقع".

رومانيا تطلب دعما بنصف مليار دولار

قال وزير الزراعة الروماني فلورين باربو إنه يخطط لطلب الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي بما يزيد عن 500 مليون يورو (546 مليون دولار) لتعويض خسائر المزارعين الرومانيين بسبب الأضرار التي لحقت بالمحاصيل في أكثر من مليوني هكتار (4.9 مليون فدان) من محصول الذرة وعباد الشمس.

انخفاض إمدادات الذرة

ومع ذلك، فإن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشعر بالفعل بانخفاض إمدادات الذرة من الشرق الأوروبي، كما يقول ستيفن باخ محلل السوق في شركة "كاك تيرميهاندل" التي تعد مؤسسة للخدمات المالية في كلوبنبورج بألمانيا.
اقرأ أيضاً: توقعات بتراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 2% خلال العام المقبل
وأضاف باخ في حوار مع دويتش فيله :إن"إسبانيا التي تشتري تقليديا كميات كبيرة من المواد الغذائية من منطقة البحر الأسود تتأثر بشكل أكبر"، ولهذا السبب فإن الاتحاد الأوروبي ككل "سيحتاج إلى استيراد المزيد من الذرة" من أماكن أخرى وذلك في ضوء مواجهة دول كالبرازيل والهند نقصا في محاصيلهما.

لا مشكلة كبرى حتى الآن

ولكن باخ لا يرى وجود مشكلة كبرى حتى الآن، رغم هذه الظروف فيما يخص جانب الإمدادات الفورية لأن "المعروض العالمي من الذرة كبير" في الوقت الحالي في بورصة شيكاجو للتجارة والتي تعد أقدم بورصة للعقود الآجلة في العالم في وقت انخفضت فيه أسعار الذرة "إلى أدنى مستوى لها في ما يقرب من أربع سنوات ولم تتعاف إلا قليلاً منذ ذلك الحين".
كما لا تشعر وكالة "استراتيجي جراينز" وهي وكالة أوروبية تابعة لمكتب الأبحاث والتحليل "تالاج"، بالقلق الشديد في الوقت الحالي.
ورغم أنها تتوقع أن يكون حصاد الذرة في رومانيا في 2024/2025 أقل بنحو الربع إلا أن تالاج لم يخفض توقعاته للاتحاد الأوروبي إلا قليلاً في أحدث تقرير له.

معاناة قطاع الزراعة حول العالم

وصلت درجات الحرارة بالفعل إلى مستويات قياسية مرتفعة في العديد من المدن الأوكرانية الشهر الماضي، كما شهدت بلغاريا ورومانيا أعلى درجات حرارة في شهر يونيو على الإطلاق.
وتتفاقم مشاكل المزارعين في أوروبا الشرقية بسبب الحرب في أوكرانيا التي جعلت صادراتهم من الحبوب والذرة عبر الطرق البحرية عبر البحر الأسود أكثر صعوبة.
ويقول محلل السوق ستيفن باخ إن الأمر الأكثر أهمية هو "ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين" بالنسبة للمزارعين في المنطقة.

إمدادات الغذاء العالمية

رغم أن أسعار المواد الغذائية العالمية ظلت هادئة في مواجهة موجة الحر في أوروبا الشرقية إلا أن حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة في الأسواق وهو ما يجعل التجار حذرين إذ لا يزال النقل عبر اثنين من أهم طرق الشحن في العالم معوقاً إلى حد كبير.

تحول في سلسلة الإمدادات

ويرى المحلل باخ في شركة كاك أن هناك بالفعل تحولاً في سلسلة إمدادات الغذاء العالمية جراء ذلك حيث تعاملت التجارة الزراعية الدولية مع الخسائر واشترت كميات أكبر بكثير من الذرة من الولايات المتحدة.
ففي الأسابيع الستة الأولى من هذا العام، تم بالفعل تسليم أكثر من 270 ألف طن من الذرة إلى الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة وهو ما يزيد على ضعف الكمية التي تم تسليمها في موسم 2023/2024 بأكمله.
لكن في خلاصة التحليل، يرى المحللون أنه من غير المتوقع أن يشهد العالم ارتفاعات كبيرة في الأسعار كما حدث أثناء أزمة الغذاء العالمية قبل بضع سنوات.