رئيس بنجلاديش يعين محمد يونس رئيسًا لحكومة انتقالية.. من هو؟

من المقرر أن يعين رئيس بنجلاديش محمد شهاب الدين، الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس رئيسا للحكومة الانتقالية في البلاد، بعد يوم من إجبار رئيسة الوزراء شيخة حسينة على الاستقالة والمغادرة إلى الهند عقب احتجاجات حاشدة.
وقال متحدث باسم الرئاسة، إن القرار بتعيين يونس 84/ عاما/ جاء في اجتماع حضره الرئيس ومسؤولون عسكريون كبار وأعضاء بالمجتمع المدني وممثلون عن منظمي الاحتجاجات الطلابية.

يشار إلى أن يونس، وهو رائد أعمال اجتماعي، ومصرفي واقتصادي، فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 2006 لدوره الريادي فيما يتعلق بمفاهيم القروض الصغيرة والتمويل المتناهي الصغر.

ولد يونس في 28 يونيو 1940 في تشيتاغونغ، ميناء بنغلاديش الرئيسي وثاني أكبر المدن في جنوب شرقي البلاد قرب بورما، وتلقى تعليمه في مدرسة تشيتاغونغ ولاحقا في كلية تشيتاغونغ. وأكمل تعليمه العالي في جامعة داكا إذ حصل على البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد، وفي عام 1965، حصل يونس على منحة من مؤسسة "فولبرايت" لدراسة الدكتوراه بجامعة "فاندربيلت" بولاية تينيسي الأميركية، فنال الدكتوراة منها في عام 1969، وبعد ذلك انضم الى طاقم التدريس بجامعة تشيتاغونغ بروفيسيرا للاقتصاد.

وكان ضمن الحركة الطلابية البنغالية المؤيدة للاستقلال، وعاد إلى بنغلاديش المستقلة حديثًا في عام 1972، ليصبح رئيسًا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونغ.

أتت بدايات نشاطه في مجال محاربة الفقر عام 1974 مع المجاعة التي ضربت البلاد، ووجد أن القروض الصغيرة يمكن أن تحدث تغيرا كبيرا في قدرة الفقراء على البقاء خاصة على ضوء امتناع المصارف الكبيرة عن إقراضهم باعتبار عجزهم عن التسديد، فأسس عام 1976 مصرفه "غرامين" لهذا الغرض.

حزب رابطة عوامي

وأدى نجاح غرامين الى تكرار تجربته ليس في أنحاء العالم الثالث وحسب، بل في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة، وعموما في 23 دولة.
في سبتمبر 2007م، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في قصره بجدة، محمد يونس، وقلده في نهاية الاستقبال وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية، وذلك تقديرا لاسهاماته العملية في مجابهة مشكلات التنمية البشرية المستدامة.
وأعلن "يونس" في 2007 عن نيته لإطلاق حزب سياسي ينافس حزب "رابطة عوامي" الذي تتزعمه حسينة واجد رئيسة الوزراء آنذاك، قبل ان يتخلى عن خططه في العام التالي، مصرحا بعدم رغبته في العمل في السياسة.
وفي شهر يناير 2024، اتُّهم يونس وثلاثة من زملائه في "غرامين تيليكوم"، وهي واحدة من الشركات التي أسسها، باخلاله بقانون العمل وذلك بعدم إنشاء صندوق ادخار في الشركة، وحكم عليهم بالسجن 6 أشهر.

الاحتجاجات في بنجلاديش

وحل رئيس بنجلاديش البرلمان أمس، بعدما أدت أسابيع من الاحتجاجات العنيفة التي أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص إلى استقالة حسينة وفرارها من بنجلاديش الاثنين.
وكان الوضع في شوارع العاصمة دكا هادئا صباح الثلاثاء بعد رفع حظر التجوال الذي فرضته إدارة حسينة، وذكرت وسائل أعلام محلية أمس أن ما يربو على 100 شخص لقوا حتفهم وأصيب آخرون إثر أعمال العنف التي اندلعت بعد استقالة حسينة.
وأضافت التقارير أن معظم الوفيات وقعت نتيجة لهجمات المحتجين على مباني الشرطة والمنشآت العامة ومساكن مؤيدي حسينة وأعمالهم التجارية.