قفزة نوعية
ستشهد هذه التجربة إطلاق الكبسولة "أورورا"، والتي تمثل النموذج الأولي الرائد لشركة هالو سبيس "HALO Space" بالحجم الفعلي، إذ ستحلّق إلى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومترًا فوق سطح الأرض.وتهدف هذه المهمة إلى إجراء تقييم دقيق وشامل للتحقق من سلامة تشغيل جميع الأنظمة الحرجة التي تم تطويرها على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وقال «ألبرتو كاستريلو» المدير التنفيذي للتقنية بشركة هالو سبيس "HALO Space" إن هذه المهمة صُممت للتحقق من كفاءة وفعالية جميع أنظمتنا الحرجة التي كرّسنا جهودنا لتطويرها على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ونوه بتحديد المواعيد والموقع بعناية فائقة لضمان التشغيل الأمثل والموثوق للمعدات المتطورة، وتوفير أقصى درجات الأمان للفِرق المتخصصة التي ستتولى إدارة الرحلة الفضائية على الأرض.
ضمان السلامة
وعملت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية من خلال جهودها التعاونية مع شركة هالو سبيس "HALO Space" على تقديم الدعم اللازم منذ مطلع العام الجاري.وتتولى الهيئة الإشراف على الاستعدادات للتجربة، بما يعزز توجهات رؤية السعودية 2030.
ويأتي قرار الشركة باختيار المملكة مقرا لقاعدتها التشغيلية الرئيسية وموقعا للتجميع النهائي تأكيدا على ما تتمتع به المملكة من مقومات مثالية لأنشطة استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى دعمها المتواصل لنماذج الأعمال المبتكرة.
وضمن جهودها الرامية إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للتجارب الابتكارية الرائدة والتنوع الاقتصادي، عملت الهيئة بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى، على رأسها الهيئة العامة للطيران المدني، لتلبية جميع المتطلبات التنظيمية لتجربة السياحة الفضائية، والذي يعكس مدى الحرص التام على ضمان سلامة الأفراد والمعدات المشاركة في هذا المشروع الرائد.
وقال «فرانك سالزجيبر»، نائب المحافظ المكلف لقطاع الفضاء في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، إنه انطلاقا من دورها التنظيمي، عملت الهيئة على تمكين قطاع الفضاء، وذلك من خلال دعم نماذج الأعمال المبتكرة، وتحفيز أنشطة استكشاف الفضاء، وتعزيز الجهود التشاركية مع الجهات المعنية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وأضاف: "يمثل هذا المشروع الرائد قفزة كبيرة في مجال سياحة الفضاء".
وتابع: "انطلاقًا من التزامها بدعم هذه التطورات التقنية المتقدمة وتعزيز فرص الاستثمار في المملكة، تحرص الهيئة على توفير الأطر التنظيمية الداعمة للابتكار في شركات ومشاريع مثل هالو سبيس "HALO Space"، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة للأفراد والمعدات".
وقال «كارلوس ميرا» الرئيس التنفيذي لشركة هالو سبيس "HALO Space" "إن التعاون الوثيق مع مؤسسات القطاع الخاص والحكومي لتبنّي معايير السلامة وإجراءات الاعتماد يُعد ركيزةً أساسيةً في مهمتنا".
وأضاف: "أن تعاوننا مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ومن خلالها مع الهيئة العامة للطيران المدني يجسد التزامنا الراسخ بتوفير تجربة طيران آمنة في الفضاء القريب".
الشراكات الاستراتيجية والدعم
واحتضنت شركة آرثر دي ليتل Arthur D. Little، الشركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، مشروع هالو سبيس "HALO Space" ضمن برنامجها الرائد للابتكار Breakthrough Incubator، مستفيدةً من خبراتها الواسعة في مختلف الأسواق والمجالات، وقدرتها على المزج بين الاستراتيجية والتقنية والابتكار.وتواصل الشركة دعمها لمبادرات هالو سبيس "HALO Space" وتقديم التوجيه الاستراتيجي المستمر.
وقال «توماس كوروفيلا» الشريك الإداري في شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة هالو سبيس "HALO Space": "يعكس تعاوننا مع شركة هالو سبيس "HALO Space" التزامنا بدعم المشاريع الريادية التي تفتح آفاقًا جديدة للتقنية والاستكشاف".
وأضاف: "تُبرز هذه المبادرة الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في مجال الابتكار التقني وجهودها الحثيثة في تعزيز منظومة سياحية متكاملة تتمحور حول الرحلات الفضائية قريبة المدى".
رؤية مستقبلية طموحة
وستمهد الكبسولة النموذجية في تجربة السياحة الفضائية لشركة هالو سبيس "HALO Space" إطلاق الرحلات المأهولة في عام 2025، مستهدفة الوصول للرحلات التجارية في عام 2026.وستتيح هذه الرحلات تجربة استثنائية مذهلة، حيث تمكّن هذه الرحلات الارتفاع بأمان وراحة حتى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومترًا في السماء داخل مركبة فضائية محمولة بالمنطاد.
وتمتد الرحلة أفقيًا لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر على مدار أكثر من ست ساعات، ما يمنح الركاب فرصة فريدة لمشاهدة انحناء كوكب الأرض (Earth’s Curvature) واتساع الفضاء الشاسع (Space Horizon).
وتطمح هالو سبيس "HALO Space" بحلول عام 2030 إلى جعل السياحة الفضائية في متناول شريحة واسعة من الجمهور.
وتتضمن خططها الاستراتيجية توفير خدماتها لنحو 10 آلاف راكب منذ انطلاق عملياتها التجارية وحتى نهاية العقد الحالي.
ومن المتوقع أن تُسهم هذه المبادرة الرائدة في تعزيز منظومة الفضاء والسياحة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير، إذ تقدم مزيجًا فريدًا يجمع بين تجارب الضيافة المتميزة والتعليم الفضائي المتطور والترفيه المبتكر.