ففي المجتمعات الإسلامية الحرية مقيدة وفقاً لكتاب الله وتعليمات السنة النبوية حيث لا يوجد في الإسلام حرية مطلقة بحيث يفعل الانسان ما يشاء دون ضوابط، وانما حريتك محدودة فيما أباحه الله لك والإنسان العاقل الذى يتأمل في ذلك فيعرف قدر هذا الدين العظيم ليس الإنسان أن يفعل ما يريد فليس من حقه أن يطلع على ما يريد ويقول أنا حر يتجسس على الجيران وينظر للعورات ويقول أنا حر أو يمشى بالطرقات والشوارع بصوت مرتفع فتؤذى غيرك.
الحرية لا تعنى أن تؤذى غيرك ولكن أن تأكل فانت حر أن تشرب أنت حر ومع ذلك بضوابط ودون إسراف قال الله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، والتقيد أن تأكل وتشرب مما أحل الله وليس مما حرمه الله سبحانه وتعالى لذلك الإسلام يعطيك الحرية ولكن مقيدة بشرع الله -سبحانه وتعالى-، التصور الإسلامي لقضية الحرية نابع من ارتباط كل قيمة من القيم الإسلامية والأخلاقية وكل حق من الحقوق وكل واجب من الواجبات بمصدر واحد رئيسى وهو خالق الكون وأن الإنسان كما يستمد وجوده من وجود الخالق الله تعالى ويستمد منهجه في الحياة بالالتزام بالشريعة في التحليل والتحريم والصواب والخطأ.
التعبير عن الفكر يقع في جانب المسؤولية الشخصية ويرتبط بالآخرين والتأثر والتأثير عليهم سلبا أو إيجابا، لذلك فإن أساليب التغيير عن الفكر أو الرأي وبالمنطق أن تكون ممارسة حرية التعبير في الإسلام هي مسؤولية تقع على صاحبها وهى تحديداً مسؤولية الكلمة في الحياة أمام الآخرين وأمام المجتمع وفى الآخرة أمام الله -عز وجل -.
وأن الحرية تتطور بالضرورة بتطور الزمن وتطور الوعى الإنساني، ولكن الحرية لا تؤدى إلى الفوضى ولكن العكس الحرية تتطور وتتنوع ولكن في إطار القانون، فلا حرية مطلقة خارجة عن القانون، وكما قلنا سابقا فإن الحرية مقيدة بضوابط.
[email protected]