يمنعه «برستيجه» من العطاء، لأنه ليست كل الأعمال تناسب هذا «البرستيج»ّ!
يمنعه «برستيجه» من النجاح، لأن «البرستيج» لا يسمح بالتواضع الذي هو أساس النجاح، ويمنعه من تطوير قدراته، ويمنعه من الاستفادة من الناجحين.
أيضاً «البرستيج» يحرم الأجر والبقاء، فحتى إن قدم، لابد أن يتطلب «بريستيج العطاء» الخاص بهوجود كاميرات وشخصيات ومتابعين ومصفقين ومادحين، وإلا فلن يعطي!
عندما تقرأ السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم تجد أن دعاة الظلام قد هاجموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطالبوا بوضعية خاصة تناسب النبوة، فقالوا: إن رسل ملوك الدنيا يمشون في موكب من الخدم والحشم، ويتمتعون بالأبهة والجلال، ويُوفر لهم كل أسباب الحياة، فما بال محمد يدفع في الأسواق للقمة عيش وهو يدعى أنه رسول الله؟
كما أخبر الرب جل في علاه «وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً أو يُلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنةٌ يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاًمسحوراً»
وقد رد الله شبهتهم بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول، وهذا يعني أن مهمته هي إبلاغ رسالة الله إلى كل صغير وكبير، وضعيف وقوى، وشريف ووضيع، وحر وعبد، فلو لبث في الأبهة والجلال والخدم والحشم والحرس والمواكبين، لم يصل إليه ضعفاء الناس وصغارهم حتى يستفيدوا به، وهم جمهور البشر، وبالتالي فاتت مصلحة الرسالة، ولم تعد لها فائدة تذكر.
تذكرت أيضاً قصة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع «البرستيج»، فقد دخل عليه أحد ولاته، ووجد خليفة المسلمين مستلقياً على ظهره وصبيانهيلعبون على بطنه، فاستغرب وقال: أتفعل ذلك وأنت أمير المؤمنين؟، فقال له عمر: وكيف أنت مع أهلك؟ قال: إذا دخلت سكت الناطق، فقال له عمر: اعتزل فإنك لا ترفق بأهلك وولدك، فكيف ترفق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
من أراد النجاح فعليه أن يتحرر من «البريستيج»، وأيضاً العمل ليس عيباً حتى يقول أعداء البشريةببجاحة: «ويمشي في الأسواق» وبعد ذلك يتسولون على موائد الكرام.
@shlash2020