فالزهد في الدنيا، والاهتمام بعمارة الأرض فيما يرضي المولى -عز وجل -، والاستعداد للآخرة بالعمل الصالح والمبادرة بذلك أمر مرغوب ومطلوب، اغتنم آخرتك، وواجه الصعاب بتقوى الله، فهو سر النجاح، إذا كنت تحب السرور، فأعتنِ بصحتك، وإذا كنت تحب السعادة فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تحب الخلود فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتنِ بدينك..!!
بادر.. قبل أن تغادر ..!!
لمَ الرغبة في الدنيا والتشبث بها وعلى ما فيها من ملذات وشهوات..؟ وكل ما تريده لن يفوتك تحصيله بترك الحرص عليه لأنها دنيا فانية ،»فبادر .. قبل أن تغادر»، لا تتهاون بأبسط الأشياء، الحياة دار عمل والآخرة دار مستقر.
نحن في جهاد مع النفس، البعض فيها يقود، والبعض يقاد لشهواته ونزعاته، فإن لم تستطع أن تكون سيدًا لنفسك، فلا تكن خادمًا للآخرين، كن متأكدا أن الآخرين لا يفهمون استقامتك كما تفهمها أنت ، لا تتذمر من سوء ظنهم، تأكد بأنها مشكلتهم، وليست مشكلتك، فعثرات الحياة ليست ضدك، بل هي لأجلك، لتعي ما هي الحياة، لتفهم مواقف لم تكن تفهمها، لترى أشياء لم تكن تراها، فالعالم يعج بالممثلين، في كل زاوية منه تجد ممثلًا، أحدهم جاهل يدّعي المعرفة، وآخر ظَالم يتحدث عن العدل، وآخر خبيث يتصنع الطيبة، فالعالم مسرح ضخم!
شمعة مضيئة:
شراء لحظة واحدة “الآخرة” بكل الحياة، يعده البعض ضربا من الخيال والجنون، لكنه جميل، فاللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز والمهانة، نحب الحياة لأننا نعشق الحرية، ونحب الموت متى كان طريقًا إلى الحياة، فلست خائفًا منه، فقف أمام الحياة مجاهدًا، تصفو الحياة، الأيام لا تعود..!!، وعامل أخيك في الله إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه، فبين الحين والآخر نحتاج أن نكون كالخريف، ندع ما يقلقنا ويؤلمنا يتساقط، لنفسح المجال لربيع قادم، لنصلح قلوبنا جميعًا قبل أن يأتي «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».
@Sa_Alaseri