الشركات الأمريكية الكبرى تواجه رياحاً عكسية في السوق الصينية

تواجه الشركات الأمريكية الكبرى رياحًا معاكسة شديدة خلال الفترة الحالية بسبب التأثير السلبي للسوق الصينية على مبيعاتها وأرباحها، وسط توقعات بأن تزداد بيئة عمل الشركات الأمريكية في الدولة الآسيوية توتراً مع غياب الآفاق الإيجابية لها هناك، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.

لماذا تدهورت أوضاع السوق الصينية؟

اجتذب الاقتصاد الصيني -موطن أكثر من أربعة أمثال سكان الولايات المتحدة - الشركات المتعددة الجنسيات لعقود من الزمن نظراً لسوقه الضخمة سريعة النمو.
اقرأ ايضاً: أين ينفق أثرياء الصين ثرواتهم وسط تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد عالمي؟
ولكن تباطؤ النمو والمنافسة المحلية الشديدة وسط التوترات مع الولايات المتحدة يثقلان الآن كاهل أرباح الشركات.

شركات أمريكية متضررة

من بين الشركات الأمريكية التي أعلنت تضررها من تراجع مبيعاتها في الصين كانت "ماكدونالدز"، التي قالت في بيان "إن معنويات المستهلكين في الصين ضعيفة جدًا".
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي كريستوفر كيمبنسكي عن الربع المنتهي في 30 يونيو: "يبحث المستهلك عن العروض لكن وفي الواقع نشهد الكثير من التحول في سلوك المستهلكين مهما كانت العروض".
أردفت ماكدونالدز بإن مبيعات قطاع الأسواق الدولية انخفضت بنسبة 1.3% مقارنة بالعام الماضي وتشمل هذه النسبة الصين التي انخفضت فيها المبيعات لكن الشركة لم تحدد حجم الانخفاض.

الشركات الأمريكية ليست وحيدة

كما عانت الشركات الصينية من صعوبات إذ لم تسجل مبيعات شركات التجزئة على مستوى البلاد سوى نموًا بنسبة 2% في يونيو مقارنة بالعام الماضي.
اقرأ أيضاً: تراجع الطلب على الذهب في الصين بعد ارتفاع أسعاره
وفي سوق الأسهم الصينية الرئيسية فمن المرجح أن تصل الأرباح إلى أدنى مستوياتها في الربع الأول وقد ”تنتعش بشكل معتدل” في النصف الثاني من العام، حسبما قال لي مينج استراتيجي الأسهم الصينية لدى "يو بي إس" للأوراق المالية.
وأشارت العديد من شركات المستهلكين العملاقة في الولايات المتحدة إلى الاتجاه النزولي في أحدث تقارير أرباحها.

آبل.. أكبر الخاسرين في الصين

تعد شركة "آبل" أكبر الخاسرين من التراجع في الصين، وقالت الشركة إن مبيعاتها في الصين انخفضت بنسبة 6.5% على أساس سنوي في الربع المنتهي في 29 يونيو.
وبعد ”بداية قوية” لهذا العام 2024، أعلنت شركة "جنرال ميلز" وفق ما قال المدير المالي كوفي بروس :إن الربع المنتهي في 26 مايو ”شهد تدهورًا حقيقيًا و انخفاضًا في معنويات المستهلكين” مما أثر على حركة المرور وحجم الطلب.
وانخفضت مبيعات الشركة في الصين بأرقام مزدوجة خلال الربع، وعليه فلا تتوقع الشركة العودة إلى معدلات النمو السابقة قريبًا وهو ما يقول بأن ذلك سيؤثر على النتائج وتوقعات الشركات على المدى الأطول.
كما قالت شركة "بروكتر آند جامبل" :"في الصين لا نتوقع العودة إلى معدلات النمو ذات الرقمين التي شهدناها قبل كوفيد".
وتوقع المدير المالي لبروكتر آند جامبل أندريه شولتن تحسن النمو في الصين لكن بمتوسط أحادي الرقم على غرار النمو في الأسواق المتقدمة.
وقالت شركة بروكتر آند جامبل إن مبيعاتها في الصين خلال الربع المنتهي في أواخر يونيو انخفضت بنسبة 9%.

تأثير انخفاض المواليد في الصين

على الرغم من انخفاض معدلات المواليد في الصين، قال شولتن إن الشركة تمكنت من زيادة مبيعات منتجات العناية بالأطفال بنسبة 6% وزيادة حصتها.
وأشارت شركة "كوكا كولا" إلى ”ضعف” ثقة المستهلكين في الصين حيث انخفضت أحجام الطلبات وذلك على النقيض من النمو في جنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وانخفض صافي الإيرادات التشغيلية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 4% على أساس سنوي إلى 1.51 مليار دولار في الربع المنتهي في 28 يونيو.
كما أعلنت شركة "ستاربكس" أن مبيعات متاجرها في الصين انخفضت بنسبة 14% في الربع المنتهي في 30 يونيو وهو ما يزيد كثيرا عن الانخفاض بنسبة 2% في الولايات المتحدة.
وقالت شركة ستاربكس إن إيراداتها التي تبلغ 7306 متاجر في الصين انخفضت بنسبة 11% إلى 733.8 مليون دولار خلال نفس الربع.