أعتقد أن الذين يطلقون هذا القول ليس لديهم إحصائيات عن أعداد من يقرأون ومن لا يقرأون وإنما هم يعتقدون ذلك لما يعرفونه عن انشغال الأكثرية من الناس عن القراءة بالبحث عن مصادر الرزق وممارسة أعمالهم ومتابعة حياتهم اليومية، إضافة إلى تأثير وسائط التواصل الاجتماعي في العزوف عن قراءة الكتب والمصادر إلى قراءة المحتوى الالكتروني عبر أكثر من وسيلة من الوسائط والتي ينبغي ملاحظة أنها في جميع الأحوال خاصة مع تحول الكثير من الصحف المحلية والعربية والعالمية إلى الإصدارات الالكترونية وكذلك وجود الكتب والمؤلفات ضمن المحتوى الالكتروني مما يمكن هواة القراءة من أن يمارسوا خلالها هواياتهم دون الحاجة إلى الكتاب الورقي على اختلاف الرأي بين مؤيدي القراءة الورقية الذين يفضلونها على القراءة عبر الوسائل الالكترونية، إضافة إلى قيام بعض المؤلفين وخاصة الشعراء بالاكتفاء بنشر مؤلفاتهم من خلال الكتب الالكترونية بديلاً للمطبوعات الورقية التقليدية مما يوفر عليهم من وجهة نظرهم تكاليف الطباعة والنشر والتوزيع وقد يوصل مؤلفاتهم إلى أعداد أكبر من الناس غير أنه يمكن الحديث في هذا المجال أيضاً .
من يمارسون القراءة لا يمارسونها بعمق، بل إنهم ربما يتصفحون الجرائد والصحف وحتى الكتب في قراءة عابرة لا تجعلنا حين نحسب أعدادهم ممن يقرأون، ومع ذلك فإن بعض ما يقولون هذا القول يتحيزون إلى أفكارهم المسبقة ويبحثون عن ما يثبت أنهم على حق ولا يحاولون قراءة وجهات النظر الأخرى، بل ويتعامون أحياناً عن الحقائق انتصاراً لآرائهم وبذلك فإن القراءة التي يُراد له دائماً أن تكون سبباً في زيادة مستويات الوعي والمعرفة وأعداد المثقفين تصبح قراءة لا فائدة منها.
ويطرأ سؤال هنا: هل يمكن أن نعدّ هؤلاء من القراء، وبالتالي فإذا كنا نقصد أننا أمة لا تقرأ قول صحيح، فإن الحقيقة أن هناك الكثيرون ممن يقرأون والذين لا ينطبق عليهم القول وإن كنا بحاجة إلى جهود أكبر لزيادة أعدادهم، خاصة تشجيع الأبناء على القراءة منذ الصغر لتكون عادة لديهم في المستقبل، وهذا ما أعتقد أنه دور هام لا بد أن تعتني به الأسرة والمدرسة وتدعو إليه وتحث عليه كافة الوسائط والمؤسسات التربوية حتى يمكننا أن نعود لنقول إننا أمة تقرأ، بل تقرأ وتفهم وتتطور وتعود لتكون بجدارة أمة إقرأ.
@Fahad_otaish