في هذا الزمن ومع التردي في الجودة والاتقان أصبح حتى الكذب ضعيفاً هشاً لا يحتاج اكتشافه إلى كبير ذكاء ولا إلى مدة طويلة.
يعطي المدير بكل ثقة للمراجع وعوداً، يعلم المراجع قبل المدير أن هذا المدير وطاقمه لا يستطيعو نتنفيذها، وإن لم يعلم هذا المراجع اليوم بصاروخ المدير المصنوع محلياً وبرداءة سيعلم كحد أقصى مع أول مراجعة، وقد يلتقي بالمدير ويستقبله وكأنه لم يكذب عليه.
يضعف المدير فيقدم للموظف أسباباً أو أعذاراً حول قرار معين، يعلم الموظف من تهالكها أنها كذب،فيتردى المدير في عينه أكثر وأكثر، وينفذ القرار بعدم قناعة، وتكون الآثار المستقبلية غير مرغوبة.
لا تتوقف بعض المؤسسات عن إعلان إنجازات يقرأها المطلع وقد يستلقي على قفاه من الضحك من حجم الكذب الموجود والمكشوف، ومن ذلك الاحتفاء المعهود بإنجازات ليست من صميم عمل المؤسسة.
يحتاج كذابو هذا العصر لإعادة النظر في كذباتهم، فلم تعد تنطلي على أحد، مع أن الكذب كله، إبداعيه وضعيفه، محرم شرعاً وممجوج عقلاً، وهو أحد أسباب الانهيار الفردي والمؤسسي، لأنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، بل كلامه وحي من رب العالمين يوحى.
والواقع شاهد على هذا، فكم ظهر أفراد ومؤسس اتفجأة، ثم اختفوا فجأة، ولم يجدوا من يسأل عنهم، لأنهم اعتمدوا على الكذب في ظهورهم وقدراتهم وإنجازاتهم ومتابعيهم، ففي زماننا اليوم أصبح السقوط سريعاً ومدوياً، فالكذب هش، والناس لم تعد تجامل، والتواصل أصبح كبيراً، وبالتالي لم تعد الكذبة محدودة، كما أن الاكتشاف لم يعد صعباً.
عزيزي الكذاب الضعيف، لقد جمعت السوأتين، كذب وضعف، ليتك تتجنب فضح نفسك، وتدمير مستقبلك، ولتعرف سوء طريقك وطريقتك يكفي أن تنظر في عيني من كذبت عليه، وستجد أنك ممثل فاشل مع كذاب.
@shlash2020