تقييد تكلفة الأولمبياد
قال فيكتور ماثيسون أستاذ الاقتصاد الذي قام بأبحاث حول التكاليف المالية للألعاب الأولمبية: "ستكون هذه أول دورة أولمبية منذ سيدني تصل فيها التكاليف الإجمالية إلى أقل من 10 مليارات دولار".اقرأ ايضاً: حصاد العرب في الألعاب الأولمبية عبر الزمان
وأضاف أن "السبب في ذلك هو أن اللجنة الأولمبية الدولية لم تعد لديها مدن مستعدة لاستضافة هذا الحدث. وقد أصبح من الواضح للدول المنظمة أن هذا الحدث أصبح كارثة مالية حقيقية في ظل النظام القديم بتكاليف باهظة وجدوى منخفضة في إمكانية استرداد ما تم انفاقه من أموال خلال الأمد البعيد".
كيف بدأت تكاليف الأولمبياد الباهظة؟
منذ 40 عامًا، بدأت التكاليف الباهظة للألعاب الأولمبية في التزايد حتى ما صارت عليه اليوم فبعد أن اتسمت دورة الألعاب الأوليمبية في مكسيكو سيتي عام 1968 وألعاب ميونيخ عام 1972 بالعنف وبعد دورة الألعاب الأوليمبية في مونتريال عام 1976 تجاوزات دراماتيكية في التكاليف لم يكن هناك أي مدينة مستعدة لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام 1984.اقرأ أيضاً: أمريكا تنتزع صدارة جدول الميداليات من الصين في اليوم الختامي لأولمبياد باريس
كما يقول أندرو زيمباليست خبير الاقتصاد الرياضي في كلية سميث:"كانت لوس أنجلوس المدينة الوحيدة التي تقدمت لاستضافة الألعاب الأولمبية لعام 1984 واستخدمت بنيتها التحتية وملاعبها وحصلت على رعايات مربحة من الشركات وحقوق البث وقامت بصنع الحدث ليصبح الأمر على ماهو عليه اليوم.
أرباح الأولمبياد
حققت اللجنة المنظمة لأولمبياد لوس أنجلوس فائض قدره 215 مليون دولار.وتابع زيمباليست "وبعد أن أظهرت الألعاب الأولمبية أنها طريق مغري لتحقيق الأرباح المحتملة اصطفت المدن والبلدان الآن لنيل شرف استضافة الألعاب بل وأصبحت المنافسة على استضافة الحدث شديدًا إلى حد كبير".
100 مليون دولار للحصول على العطاء
وقال زيمباليست :"إن بعض المدن أنفقت أكثر من 100 مليون دولار في عملية تقديم العطاءات وحدها خلال التنافس على استضافة الألعاب الأوليمبية وبمجرد فوز دولة ما بهذه العطاءات ترتفع التكاليف إلى ما هو أبعد كثيراً من التقديرات والميزانيات المبدئية.تجاوز تكاليف الأولمبياد
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد ونشرت في مايو 2024، فإن خمس من الدورات الأولمبية الست الماضية (الصيفية والشتوية) تجاوزت التكاليف المعدلة حسب التضخم بنسبة تزيد عن 100%، بما في ذلك باريس.وذكر باحثو أكسفورد: "إن جميع الدورات دون استثناء تجاوزت التكاليف المقررة. ولا ينطبق هذا على أي مشروعات ضخمة أخرى حتى بناء محطات الطاقة النووية أو تخزين النفايات النووية".
وبحسب تقديرات زيمباليست (التي تشمل تكاليف التشغيل وتكاليف البنية الأساسية المباشرة وغير المباشرة)، أصبحت الألعاب نفسها باهظة التكلفة على نحو متزايد فقد أنفقت بكين أكثر من 40 مليار دولار على الألعاب الصيفية لعام 2008 وأنفقت سوتشي ما يزيد على 50 مليار دولار على الألعاب الشتوية لعام 2014 وبلغت تكاليف دورة ريو الأولمبية الصيفية لعام 2016 نحو 20 مليار دولار.