هجرة الكوادر أو تقاعسها أمر غاية في الأهمية لا بد أن يقف عنده أي قائد يطمح للتطوير وذلك لما قد يؤثر سلبا على المنظمة، فسيكلف هذا التسرب الوقت والجهد والكثير من المال لتعويض رحيل الموظفين الأكفاء وحتى يتم توظيف وتدريب البديل.
وأود في هذا الموضع أن أهمس في أذن كل مدير أو قائد بأن القيادة تكليف وليست تشريف، وليست مجرد ألقاب براقة تضيئ لك الدرب وتختبئ خلفها لتخفي بها حقيقتك، لأن ذلك البنيان الوهمي سيتهاوى وتظهر الحقيقة المزيفة لا محالة، القائد الحقيقي لا يحتاج أن يذكر فريقه بكل لحظة بمنصبه ومسماه المهني أو حتى درجته العلمية حتى يتبعه الآخرون.
المدير أو القائد هو مصدر الدافعية والتحفيز في أوساط الفريق فهو الذي يحث الأفراد على إستخراج الطاقات الكامنة لديهم وبذل أقصى ما في إمكانهم لمساعدة المنظمة لتحقق إلى أهدافها، للوصول إلى مستويات عالية من الأداء الوظيفي ومن ثم التميز المؤسسي.
القائد الملهم هو حجر الأساس في المنظومة، ولديه القدرة على خلق بيئة صحية جاذبة ليس فقط لاستقطاب الكفاءات بل والحفاظ عليهم، تكون المصداقية، الشفافية أبرز سماته، لا يرتدي الأقنعة، يعلم ويتعلم، يطور من نفسه بشكل مستمر، يملك مهارات وسلوك قيادية ومن جهة أخرى يكمن التحدي في فهم التابعيين، فالقادة يصنعون بصمة التميز للمنظومة.
لن تتمكن من صنع المستقبل إذا تشبثت بأفكارك القديمة التي عفا عليها الزمن، «حتى إن كانت ناجحة بالسابق»، الممارسات القديمة التي عفى عليها الزمن لم تعد تصلح في واقعنا الحالي، ولكي نواكب التطور اليوم لا بد أن نتكاتف جميعنا لنحقق أهداف المنظومة ونؤمن بأنه لا يوجد نجاح فردي بل هو نجاح الفريق بأكمله وهو الذي يصب في الإنجاز الوطني الأكبر والذي يسعى بنهوض بلادنا الحبيبة من خلال خدمتها على أكمل وجة.
ختاما علينا إدراك بأن القمة تتسع للجميع.
@DrAL_Dossary18