نتمنى أن نرى من العائلات مبادرات، فإنما البقاء والنجاح بالمبادرات، وهذا يستدعي أدواراً أكبر من عميد العائلة والوجهاء والعقلاء وأصحاب الحمية الحقيقية.
من المبادرات المنتظرة: رعاية الفقراء من أبناء العائلة والأرامل من بناتها، وأيتامها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
ومعالجة الممارسات السلبية التي تحدث من بعض الأفراد، ومن ذلك تخفيف التكاليف بدلاً من زيادتها، والسعي في تزويج بناتها، وتخفيض المهور، وإقامة الزواجات الجماعية.
واستحداث جوائز للتفوق العلمي، ترقى بمستوى العائلة، فمفاخر الأمس لم تعد كما كانت ولله الحمد، بل أصبح الفخر اليوم بالعلم والنجاح والتميز في كل المجالات.
مما ذكرني بدور العائلة قصة قرأتها في سيرة الحبيب - صلى الله عليه وآله وسلم - عن حلف أطلق عليه حلف الفضول، وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن هذا الحلف بعد أن شرفه الله بالرسالة: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت».
وقصة هذا الحلف أنه إثر حرب الفِجَار -التي حدثت بين قبائل قريش وكنانة من جهة، وبين قبائل قيس عيلان من جهة أخرى- تم حلف الفضول بين خمسة بطون من قبيلة قريش وهم: بنو هاشم، وبنو المطلب وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم، وسببه أن رجلاً من زبيد جاء بسلعة إلى مكة، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه ببني عبد الدار، وبني مخزوم، وبني جمح، وبني سهم، وبني عدي، فلم يكترثوا له، فعلا جبل أبي قبيس، وذكر ظلامته في أبيات، ونادى من يعينه على حقه، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم ( بنو هاشم، وبنو المطلب وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم) في دار عبد الله بن جدعان رئيس بني تيم، وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته، ثم قاموا إلى العاص بن وائل السهمي، فانتزعوا منه حق الزبيدي، ودفعوه إليه.
فخرنا بعائلاتنا، وفخر عائلاتنا بمكارمها.
@shlash2020