فهم صفات الشخصية والتعامل معها بشكل فعّال يحسّن جودة حياتنا، وهناك العديد من الصفات الشخصية المختلفة، وكل صفة لها صفات فريدة وأسلوب تفكير مميز وتصرف خاص.
منها: الصفة الانطوائية التي تميل للانعزال وتفضيل الوقت وحدها
والشخصية الاجتماعية، والشخصية المنفتحة النشطة في المجتمع، تتفاعل مع الآخرين وكذلك الشخصية المتحفظة: التي تفضل عدم البوح عن مشاعرها بسهولة
والشخصية المتفائلة، والواقعية التي تركز على الواقع والحقائق وأيضاً الشخصية القيادية والملتزمة وغيرها.
لكني صدمت بمعرفتي لشخصية صادفتها مؤخراً، «شخصية الأحمق» الذي يُعرف بخصاله الست، الغضب من غير شيء، والكلام من غير منفعة، والثقة العمياء بالجميع، فلا يفرق بين عدوه وصديقه، ثرثار يتحدث بدون تفكير، والغريب أنه يظن أنه أعقل الناس.
مشكلته، لا يغير رأيه أبداً، ويبقى ثابتاً وإن كان على خطأ حتى وإن كان هذا الخطأ سيضره.
تأكدت جيداً أن الحماقة مرض خبيث علاجه أصعب مما يتوقعه الإنسان، بالفعل لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها.
ولا تستغربوا إن رأيتم معجبين كثيرين حوله، فهذا الاستغراب سيزول تماماً وسريعاً عندما تتضح الرؤية وتعرفون أن كل هؤلاء أكثر حماقة منه.
«إذا بلغك أن غنيًا افتقر فصدِّق وإذا بلغك أن فقيرًا استغنى فصدق، وإذا بلغك أن حيًّا مات فصدق، وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تُصدِّق».
هذه بعض صفات الحمقى شفاهم الله، وحمى المجتمع من حماقتهم، خاصة وأن المجتمع لا يخلو منهم، وفي هذه الحالة لابد من التكيف معهم للضرورة بالوسائل المناسبة.
سؤال: كيف نتعرف عليهم؟ تعرف حماقة الشخص في ثلاث: في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عمّا لا يُسأل عنه، وتهوّره في الأمور.
وكما قيل: أشدّ النّاس حماقة أقواهم اعتقاداً في فضل نفسه، وقيل لا تجادل الأحمق، فقد يُخطئ النّاس في التّفريق بينكما، فالحماقة أعجزت الحكماء.
تعاملت مع بعضهم للضرورة فارتفع عندي الضغط والسكر، هؤلاء هداهم الله في نظر أنفسهم هم الأكثر معرفة ودراية وخبرة وتجربة فهم يعرفون كل شيء، ولا يصعب عليهم شيء، لا يُغيّرون رأيهم أبداً، ولا يتغيرون ودائماً على حق وصواب وغيرهم مخطئ.
مشكلتهم أن النقاش معهم عقيم، وعقولهم خرقاء، قد يجرحك كلام أحد الحمقى، لكن تذكّر أنّ الصواعق لا تضرب إلّا القمم.
لنختار من نتعامل معهم لنفيد ونستفيد ولنترك مناقشة الحمقى والتعامل معهم قدر المستطاع.
وصيتي لغيري حذار من التعامل مع الأحمق، فإنّماالأحمق كالثّوب الخَلِق كُلّما رقّعته من جانب زعزعته الرّيح يوماً فانخرق.
احترامي وتقديري لجميع الشخصيات المحترمة التي تفرض احترامها بأخلاقها الفاضلة وهمُ كثرُ.
[email protected]